تقارير

منطقة هبيلا بين الأزمات الإنسانية والانتهاكات ضد النساء

مشاوير- تقرير - محمد أحمد علي يونس

تعيش منطقة هبيلا بولاية جنوب كردفان أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة للغاية نتيجة تداعيات الحرب في السودان، إذ يعاني السكان العالقين أزمات عدة، بخاصة ندرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع، ونقص الرعاية الصحية وشح الأدوية المنقذة للحياة، فضلاً عن تزايد عمليات النهب والسلب بمعدل متسارع، مما أدى إلى وفيات عديدة.

وتسبب هجوم قوات “الدعم السريع” على منطقة (هبيلا) في خواتيم فبراير 2024، بنزوح (6721) أسرة، فضلاً عن عشرات القتلى واختطاف (15) أمرأة، كما فقد السكان أموالهم ومخزوناتهم من المحاصيل والمواد الإستهلاكية، علاوة على عمليات السلب والنهب. 

معاناة الأطفال 

تعيش منطقة هبيلا حصاراً غير مسبوق من قوات الدعم السريع و”الحركة الشعبية -شمال”، مما جعل أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة بسبب ندرة السلع والمواد الغذائية، ونتيجة عدم قدرة السكان على الشراء بعد نفاد المدخرات المالية وتوقف الأعمال اليومية. 

ويقول صديق كوكو، وهو أحد الموجودين في المنطقة لمنصة (مشاوير)، إن “ابنه ذي الأشهر الستة يعاني سوء تغذية حاداً مع فقدان الوزن وانخفاض الدم وانعدام الشهية وتدهور صحته. وأضاف، “على مدى أسابيع ترددت إلى المستشفى الوحيد وأجريت الفحوص الطبية لطفلي وقمت بشراء الأدوية على أمل تحسن صحته مع مرور الأيام ونمو جسده النحيل.

وأوضح كوكو أن قدرات المستشفى محدودة ولم يستطع تقديم العلاج الناجع من الهزال الحاد الذي يعانيه ابنه، وبعد أسبوعين فارق الحياة نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية. وواصل القول إنه “توفي ستة أطفال في إحدى المراكز الصحية داخل المنطقة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى مستشفي كادوقلي لتلقي العلاج. 

أوضاع كارثية

من جهتها، وصفت سلوى الطيب، وهي أحد الموجودين في المنطقة، الوضع الإنساني بـ”الكارثي”، نظراً إلى فشل الموسم الزراعي وتوقف أعمال المواطنين وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لما يقارب العامين، مما ترتب عليه أزمات غذائية وصحية وغياب للحلول في الوقت الراهن.

ونوهت الطيب في حديثها لمنصة (مشاوير) إلى أن “ربات المنازل يعتمدن على جمع أوراق شجرة اللالوب بغرض طبخه مع إضافة بعض الملح والبهارات وتقديمه كوجبة شبه يومية، على رغم مرارة طعمه وصعوبة هضمه أحياناً. وتابعت المتحدثة “يعتمد كثير من المواطنين في غذائهم على جمع أوراق أشجار المانغو والليمون والجوافة، مع الابتعاد عن الأشجار السامة حتى لا تؤدي إلى التعرض لأمراض قاتلة في ظل انعدام الرعاية الصحية. 

انتهاكات ضد النساء

في ترجمة للمستوى غير المسبوق لحجم الانتهاكات الواقعة بحقهن، وردت تقارير عن توثيق (9) حالة اغتصاب في منطقة هبيلا، إضافة إلى حالات اعتقال وضرب للفتيات. تقول “نادية”، وهو اسم مستعار اختارته خوفاً من الوصمة أو الاعتقال إنها “في مارس 2024، كانت في طريقها إلى السوق في منطقة هبيلا، اعترضتها سيارة صغيرة تقل مجموعة مسلحة وأجبروها على الصعود للعربة، وهددها أحدهم بالقتل في حال علا صوتها أو لجأت للاستنجاد بالمارة. 

وأضافت الفتاة وهي في مطلع العشرينيات، وتخرجت حديثاً في الجامعة، “أرغموني تحت تهديد السلاح على اصطحابهم إلى منزل قريب من السوق، وبعد عراك نجحوا في اغتصابي حتى فقدت الوعي، وبعد ست ساعات وجدت نفسي في إحدى زوايا الحي الذي أقطن فيه. 

وأوضحت أن أسرتها “غادرت المنطقة بعد أسبوع من الحادثة، وفي إحدى المستشفيات أجرت فحوصاً طبية وتلقت العلاج، لكنها تعاني أزمة نفسية منذ ذلك اليوم. 

دعم اقتصاد السودان

وتعد مشاريع منطقة هبيلا الزراعية الأكبر في السودان بعد القضارف، وتساهم بنحو 40 في المئة من الأمن الغذائي للبلاد، إلى جانب أنها تمثل مصدر غذاء رئيس لولايات كردفان. 

وتقع منطقة  هبيلة في جنوب كردفان غرب الولاية، عند خط الطول 31.29 وخط العرض 10.30، من الناحية الطبيعية فهي تقع ضمن سلسلة جبال النوبة، حيث تبعد 30كم جنوب شرق مدينة الدلنج، وتبلغ مساحتها نحو المساحة 12500كم2، من الناحية الطبيعية فهي تقع ضمن سلسلة جبال النوبة، تتعددت الروايات حول تسمية هبيلا، ولكن أشهرها تعود إلى أنها مأخوذة من شجر الهبيل المنتشر بالمنطقة. 

تتميز بالأراضي الزراعية الشاسعةو المشاريع الكبيرة التي  ترفد الولاية بالمحاصيل الزراعية أهمها السمسم والذرة بالإضافة إلى الثروة الحيوانية والرعي والتجارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى