أساقفة السودان وجنوب السودان يحذرون من انهيار اتفاق السلام ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار
مشاوير - عمق الحدث

أعرب مؤتمر أساقفة السودان وجنوب السودان الكاثوليكي (SSSCBC) عن قلقه العميق إزاء التدهور السريع في الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جنوب السودان، محذرًا من أن البلاد “تقترب من حافة الانهيار الكامل لاتفاق السلام” الموقع في عام 2018.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة جوبا يوم الجمعة تحت شعار “ليلتقِ العدل والسلام”، حيث قدّم الأساقفة تقييماً قاتماً للمشهد الراهن، مشيرين إلى تصاعد أعمال العنف والانتهاكات، وانكماش الحريات، وازدياد معاناة المدنيين في مناطق النزاع.
تصعيد ميداني وانتهاكات حقوقية
وقال الأساقفة في بيانهم إن البلاد “تعود تدريجيًا إلى دوامة الخوف والنزوح”، مشيرين إلى تزايد الاشتباكات المسلحة، والكمائن على الطرق، والقصف الجوي والمدفعي في مناطق متعددة. كما نددوا بما وصفوه بـ”الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، بما في ذلك الاختطافات والاعتقالات التعسفية، وفرض قيود مشددة على وسائل الإعلام والمجتمع المدني.
أزمة اقتصادية خانقة وتجدد مخاوف الحرب
كما سلط المؤتمر الضوء على الانهيار الاقتصادي المتسارع، محذرًا من أن الأزمة تؤدي إلى انتشار الجوع والتشريد القسري، وتفاقم معاناة الأسر. وأعرب الأساقفة عن قلقهم حيال تقارير تشير إلى تجنيد أطفال من قبل جماعات مسلحة في بعض المناطق.
اتهام بعدم الالتزام السياسي
ورغم التصريحات العلنية التي أدلى بها الرئيس سلفا كير ميارديت بعدم العودة إلى الحرب، إلى جانب تأكيدات فصائل المعارضة على التزامها بالسلام، اعتبر الأساقفة أن “الخطوات الملموسة لتنفيذ بنود الاتفاق، خصوصًا على الصعيد الأمني، ما تزال غائبة”.
مطالب الكنيسة
ودعا مؤتمر الأساقفة إلى تحرك عاجل من قبل الأطراف السياسية والأمنية، من خلال:
1. وقف فوري لإطلاق النار في جميع مناطق النزاع.
2. إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
3. ضمان حرية تنقّل المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
4. إعادة تفعيل الحوار السياسي لتنفيذ الاتفاقيات العالقة.
الكنيسة تُقرع جرس الإنذار
ويمثّل هذا التحذير من الكنيسة الكاثوليكية، التي تُعد من أبرز الجهات الداعية للمصالحة الوطنية، إشارة جديدة إلى عمق الأزمة التي تمر بها البلاد، في ظل تحذيرات دولية متزايدة من عودة وشيكة إلى أتون الحرب الأهلية ما لم تُتخذ خطوات جادة نحو التهدئة وتنفيذ اتفاقية السلام.