
استمرارا لسلسلة أمثالنا الشعبية السودانية، في هذا المقال يضرب المثل بـ: نبات العوير:
اسمه العلمي: “Ipomoea carnea”، و اسمه بالانجليزي
:”Pink Morning Glory”.
و مفردة العوير في لغتنا العامية تطلق على الزول الاهبل أو العبيط أو الزول الذي لايحسن التصرف و سهل أن تغشه
و خاصة إذا كان طويل فيقال في المثل:” طويل و عوير”،
او ” طويل و اهبل”، و عوير هنا ترجع لقدرة نبته العوير على النمو السريع تطول سريعا وهي تتسلق لذلك ارتبطت العوارة بصفة نبات العوير بالطول.
و هي شجرة متسلقة مخضرة طوال العام و سامة ذات زهرة بنفسجية لا ثمر لها ، و تنمو لوحدها، و تنمو سريعا و تنتشر ( تتشره في مساحات)، لها ساق أجوف و جذورها سهل أقتلاعها، و لذلك قيل فيها:
يا نبات العوير لا قعر لا ثمار
يا عود الطرور الحيّر النجار
لا بتنفع سقف و لا بولعو بيك نار
كما يقول المثل:” عُرة و طُرة”، اي عوير و خفيف اي أجوف من الداخل كما الطرور وكذلك العوير أجوف من الداخل.
كما ينمو في الخلاء ( بروس) في الخيران والجداول
و اطراف الأنهار والتُرع، أما في المنازل يتسلق السياج أو الرواكيب لتصبح (ضروة) من الضرا فتقفل أو تسِد منافذ الشمس.
لا يصلح لتأكله البهايم، و عند اضطرارها لاكله بسبب انعدام الحشائش قد يسبب لها شلل أو يهِد حيلها فلا تقدر على المشي بصورة طبيعية و يصيبها الكُساح و قد تموت.
يصفه احمد سليمان ابكر في كتابه:” الريف المكنون”، بأنه
: ” نبتة كبيرة نسبيًّا له صفق بيضاوي مثلث الأطراف داكن الخضرة، وسيقان بيضاء السطح تميل إلى الرمادي مجوَّفة،
و له زهور بنفسجية فاقعة وزاهية، يَنبت في الخيران، يستخدم الصبيان سيقانه كسياط لسواقة الحمير، وتنتقل بذورها بالسيل”.(ابكر، ٢٠١٨م)
العوير في الأمثال الشعبي:
بالإضافة للثلاث امثال الذين ذكروا سابقا:
ـ “حيلك ذي الغنماية الاكلت العوير”، الغنماية عندما تأكل العوير يموت حيٌلها، و يضرب المثل للشخص البطيء الحركة.
ـ ” العوير ده إلا يزرعوه؟”، اي ان تكون عويرا ليس بالضرورة أن تكونا نباتا؟ يضرب للاستهزاء.
ـ” واقفات صف كده ذي زهرات العوير “، يضرب لمجموعة من الأشخاص مصطفين كما زهرات العوير.
ـ ” يا عرورة ! “، أو” يا عُرة”، تقال لتنبيه المرأة الطيبة ذيادة عن اللزوم، وكذلك الرجل بقولهم: ” هي العُر دا ! ” .
ـ “عوير أمه”، و هو مثل ابن المشاطة يباريها و راية من رأيها.
ـ “عوير جنس عوارة”، تقال لمن يتراشق و يظهر ظرفا ليس فيه.
” العوير البقعد جمب الزير”، بما أنه ليس لدية شيء يجلس جنب الزير و يسقي الناس.