سيلتقي منتخب مدغشقر، بنظيره منتخب موريتانيا، مساء الأحد 03 أغسطس، في ملعب بنجامين مكابا الوطني، دار السلام، تنزانيا، لحساب الجولة الأولى، ضمن المجموعة الثانية، من دور مجموعات بطولة أمم إفريقيا للمحليين “شان”، توتال إنيرجيز، 2024.

تعتبر المباراة أكثر من مجرد بداية في منافسة، فهي بمثابة تحدٍ جديد لكل منتخب في سباق التأهل نحو الأدوار الإقصائية، وأول خطوة حاسمة، نحو كتابة مسار مُميز في هذه النسخة من البطولة القارية.

سيسعى المنتخب الملغاشي، الذي حقق المركز الثالث في آخر نسخة من البطولة، لإثبات قوته، وتأكيد مشواره المُشرف في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، 2022 الجزائر، فيما يبحث المنتخب الموريتاني، عن التألق والذهاب لأبعد حد ممكن في المنافسة.

طموحات متباينة وأمل مشترك

يدخل، منتخب مدغشقر، المنافسة وعينه على تأكيد التطور الكبير الذي عرفه في السنوات الأخيرة على مستوى الكرة الإفريقية، خاصة بعد مشاركته التاريخية في نسخة بطولة “شان” توتال إنيرجيز، الماضية، حيث بلغ نصف النهائي، وتُوج بعدها بالميدالية البرونزية، في إنجاز استثنائي سيبقي عالقا في الأذهان.

قال مدرب منتخب مدغشقر، روموالد راكوتوندربي، خلال الندوة الصحفية قبل المباراة: “نتواجد في ظروف جيدة لحد الآن، كل اللاعبين بخير وأتمنى أن تكون الأمور بخير أيضا أثناء المباراة”.

أَضاف: “تحضيراتنا كانت جيدة، سنرى ماذا سنفعل في مباراتنا الأولى أمام منتخب موريتانيا، لن تكون هناك مباريات سهلة في هذه البطولة”.

سيسعى، منتخب موريتانيا، إلى تثبيت حضوره في البطولات الكبرى، خاصة بعد الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، 2025. ويأمل “المرابطون” في أن يكون ظهورهم في هذه النسخة من بطولة “شان” توتال إنيرجيز، تعويضا عما سيضيعونه في المنافسة القارية الأخرى، خصوصًا مع تطور البطولة المحلية الموريتانية في السنوات الأخيرة.

تحدث مدرب موريتانيا، أريتز لوبيز غاراي، عن المباراة، خلال الندوة الصحفية التي تسبقها، وقال: “بالنسبة لنا هذه بطولة لها طريقة لعبها، أؤمن بلاعبينا، ونملك لاعبين يملكون خبرة، وآخرون شبان. هدفنا واضح، وهو الذهاب بعيدا في المنافسة”.

معركة تكتيكية مرتقبة 

ستشهد المواجهة اختبارا تكتيكيا حقيقيا بين المدربين، حيث يُنتظر أن يعول كل جانب على أوراقه الهجومية بشكل أكبر منذ الوهلة الأولى، لمخادعة الطرف الآخر، مع الاعتماد على الضغط العالي. الأمر الذي يجعل الانضباط الدفاعي والتنظيم المحكم في خط وسط الميدان، حاضران بقوة، مع اللعب على التحولات السريعة.

قال مدرب مدغشقر، روموالد راكوتوندربي، في تصريحاته: “لنكون صريحين لا أعرف منتخب موريتاينا جيدا، كل ما أعلمه أنهم يملكون منتخب جيد ومدرب اسباني. ستكون مباراة صعبة أمام منتخب يلعب جيدا، ويملك لاعبوه قوة بدنية. سنفعل كل شيء في المباراة لتحقيق نتيجة إيجابية، رغم اننا نعلم أنها ستكون مواجهة صعبة”.

صرح مدرب منتخب موريتاينيا، غاراي لوبيز، من جهته، قائلا: “المباراة ستكون صعبة. نريد تحقيق الفوز في هذه المواجهة”.

نتيجة إيجابية… مهمة صعبة على المنتخبين

ستكون المهمة صعبة على كلا المنتخبين، إذ يدرك كل من منتخب مدغشقر ونظيره منتخب موريتانيا، أن الخروج بنتيجة إيجابية في المباراة الافتتاحية سيكون مفتاحا للذهاب بعيدا في بطولة أمم إفريقيا للمحليين “شان”، توتال إنيرجيز”باموجا” 2024، فالتعادل قد يُبقي على الآمال، لكن الفوز سيمنح دفعة معنوية هائلة للجانبين، ويعزز فرص التأهل من دور المجموعات، وهو ما يجعل هذه المواجهة أشبه بمباراة لا تحتمل الأخطاء.

أوضح قائد منتخب مدغشقر، أنديرياميرادو أرو حسينة، الملقب بـ”داكس”، قائلا: “المباراة أمام موريتانيا ليست سهلة، مجموعتنا أيضا صعبة، وجميع المنتخبات قوية. من جانبي لا أشعر بالضغط ولا يوجد ضغط بالنسبة لي”.

قال قائد منتخب موريتانيا، مولاي أحمد بسام، هو الآخر في الندوة الصحفية، التي تسبق المباراة: “مباراتنا أمام مدغشقر لن تكون سهلة، كل اللاعبين مركزين على هذا اللقاء. حضرنا جيدا، ونتواجد هنا من أجل الفوز وتشريف بلدنا، كل اللاعبين جاهزين للمباراة إن شاء الله”.

أهمية المباراة الأولى للمنتخبين 

تساهم عادة المباراة الأولى في البطولات مثل منافسة “شان”، توتال إنيرجيز، 2024، في تحديد مسار المجموعة. حيث يضع الفائز قدمًا في الدور ربع النهائي، بينما سيتعقد وضع الخاسر مبكرا في حسابات التأهل. وهو الأمر الذي يجعل حدة التنافس، عالية جدا بين المنتخبين، فكل منتخب يدرك أن، بداية قوية تعني أملًا أقوى، من أجل تحقيق أهدافه في هذه النسخة من البطولة.

أكد المدرب الملغاشي، على أهمية المباراة الأولى: “المباراة ستكون مهمة لانها تعتبر مبارتنا الأولى. على كل حال نحن جاهزون والجميع بخير، ما عدا لاعب واحد لديه إصابة على مستوى الكاحل”.

قال قائد منتخب مدغشقر، أنديرياميرادو أرو حسينة: ” قبل سنتين احتللنا المرتبة الثالثة في هذه البطولة، نبحث الآن مثل كل المنتخبات عن الذهاب لبعد أحد ممكن في البطولة، رغم صعوبة المهمة في مجموعتنا التي يوجد فيها 5 منتخبات، فيجب علينا أن نكون في المرتبة الأولى أو الثانية للتأهل إلى ربع النهائي”.

تحدث الموريتاني، أحمد مولاي، هو الآخر قائلا: “أشارك للمرة الرابعة في المنافسة، لقد تأهلنا في النسخة الماضية الى الدور الثاني، وفي النسخة الحالية نرغب في الذهاب بعيدا ضمن المنافسة. نتواجد في مجموعة ليست سهلة، وحاليا نركز بشكل أكبر على المباراة الأولى لتحقيق الفوز”.

كل المعطيات تنبئ بقمة كروية

ستكون الجماهير الإفريقية على موعد مع مباراة حماسية ومُشتعلة بين المنتخب الملغاشي والموريتاني، ليس فقط بسبب الرغبة في الفوز، بل بسبب عزيمة كل منتخب على إثبات الذات، مبكرا، في نسخة البطولة التي ستكون من دون شك الأكثر تنافسية والأقوى، وهو الأمر الذي يجعل من مباراة مدغشقر وموريتانيا تنبئ بقمة كروية رائعة.