
صورة قاتمة رسمتها لجان مقاومة الفاشر بشأن الأوضاع الإنسانية بعاصمة ولاية شمال دارفور نتيجة الحصار المفروض عليها منذ عام ونصف من قبل قوات “الدعم السريع”.
وأشارت اللجان إلى أن “إيقاف استلام التبرعات بسبب انعدام السلع أسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية.
أوضاع كارثية
في الأثناء، قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إن “الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر كارثية تتطلب العمل الجاد من أجل إنقاذ عديد من الأرواح، ووقف معاناة المواطنين.
ودعا إدريس، خلال لقائه الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لوكا ريندا، منظمات الأمم المتحدة إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الحكومة السودانية والمنظمات الدولية لتلافي سوء الأحوال الإنسانية بمدينة الفاشر، وبقية المناطق بولاية شمال دارفور.
وناقش اللقاء كيفية معالجة الأوضاع الإنسانية في الفاشر ووقف معاناة المواطنين، فضلاً عن تعاون الحكومة في شأن إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل مهام المنظمات الدولية.

انعدام السلع
يقول المواطن محمد موسى لمنصة (مشاوير) إن “الأوضاع المعيشية والأمنية والصحية في الفاشر معقدة للغاية، وهناك انعدام للسلع الغذائية وارتفاع أسعار المتوافرة منها، إضافة إلى أزمة الرعاية الصحية.
وأضاف أن “تدهور الوضع الأمني ضاعف من معاناة المواطنين، بالتالي بات التنقل يشكل أخطار على السكان.
وتابع “أسعار السلع تشهد ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً بصورة يومية، إذ بلغ سعر جوال الذرة (11) مليار جنيه سوداني، فضلاً عن ارتفاع أسعار الزيوت واللحوم والدقيق والبقوليات
أوبئة قاتلة
وأوضح موسى أن “سكان الفاشر يعيشون مأساة حقيقة، بالتالي لابد من إيجاد حلول جادة من المجتمع المحلي والدولي، وتوفير الأدوية والغذاء للمواطنين.
ونوه بأن القصف اليومي يعرض حياة السكان لخطر الموت والإصابات، وكذلك تتفشي الأمراض والأوبئة القاتلة كوباء الكوليرا، إلى جانب سوء التغذية.

دعوات لفك الحصار
ومنذ مايو 2024 تفرض “الدعم السريع” حصاراً مطبقاً على مدينة الفاشر، مما حال دون وصول الغذاء والدواء إلى أكثر من “500” ألف مواطن، يعيشون في ظروف إنسانية بالغة السوء.
وأدى الحصار إلى نفاد السلع الأساسية من أسواق المدينة، مثل السكر والبصل والدقيق والعدس، كما انعدمت الأدوية المنقذة للحياة بصورة كبيرة، مما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية بصورة خطرة.
وطالبت الحكومة السودانية الأمم المتحدة بالتدخل عبر طائراتها وناقلاتها، تحت إشرافها المباشر، لإنقاذ حياة مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها.
في وقت دعت فيه جهات أممية ودولية إلى إنهاء الحرب، تجنباً لحدوث كارثة إنسانية تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال المستمر “28” شهراً وامتداده إلى “13” ولاية من أصل “18”.