
نزلت من الشقة، فوجدت امرأة تحمل طفلاً وجوارب في أجواء باردة ـ الطفل يقترب من درجة التجمد، عرضت المرأة الجوارب التي تحملها بشئ من التوسل، اضطررت من أجل الطفل المتجمد الذي تحمله أن اشتري منها جوز جوارب.
أصبحت عندما أخرج في كل صباح أجد تلك المرأة وهي تعرض جواربها وتحمل طفلها المتجمد، وهي دائماً في حالة توسل لكي اشتري منها، طاوعتها للمرة الثانية رحمةً بطفلها المتجمد ـ لكنها أضحت في كل صباح عندما تراني تعرض جواربها.
رغم إنّني كنت أبذل كل طاقتي وجهدي لكي أتجاوزها دون أن تراني، حتى لو اضطررت لتغيير الشارع، ولكني كنت أفشل في ذلك فقد كانت تحكم المراقبة وتجيد المطاردة والملاحقة.
حاولت أن أقنعها أنّ الإنسان المتحضر ليس في حاجة لكي يشتري في كل صباح جوارب جديدة ـ الجوارب ليست خبزاً ولا سكراً ولا فولاً ولا قهوة أو شاياً لنشتريها كل يوم، حتى معجون الأسنان الذي نستعمله في كل صباح، لا نشتريه أكثر من مرة في الشهر.
باءت كل محاولاتي لإقناعها بذلك بالفشل، وإن بدا طفلها المتجمد يتفهم ذلك، وجدت أن شراء جوارب منها في كل يوم، أسهل من أن أقنعها بعدم رغبتي للشراء أو بعدم ضرورية الجوارب، لذلك خصصت ضلفة كاملة في دولابي للجوارب.
هذا يشبه عندي أن أحد الشباب في هذه الأيام طقته كهربة، فحمله أهله وأبناء الحي وذهبوا به للطبيب، الطبيب أول ما علم أن الكهرباء ضربته، وهو بين الحياة والموت.
قال ليه يا شقي الكهرباء جبتها من وين، عشان (تموت) بيها براك كدا؟ ـ ثم طلب من الممرض أن يأتي له بموبايله، فقد قرر أن يستغل هذه الفرصة ويشحن موبايله.
هسه ناس المريخ بعد الخروج من التمهيدي يقولوا الزول دا قاصدنا.
أصلو الناس ديل بعد التمهيدي بقوا يتحسّسوا.! وبقوا أي حاجة نقولها يقولوا قاصدنا ـ إنتوا القال ليكم تطلعوا من التمهيدي قبل نفتِّح عيونا منو؟