
الإنتهاكات البشعة والجرائم الخطيرة التي تم إرتكابها ضد المدنيين في الفاشر وبارا تقع مسؤوليتها على قوات الدعم السريع, وكل يومٍ تستمرُ فيه الحرب يُخلِّف جُروحاً غايرة في جسد الوطن يصعُب علاجها.
لا يجب السماح بإستمرار الإنتهاكات في أي بقعة من بقاع السودان, والضرب على وتر القبلية والجهوية لن تكون نتيجته سوى تراكم المزيد من الغبائن والأحقاد في بلد إمتلأ نسيجُها الإجتماعي بالثقوب حتى كاد أن يتمزق بالكامل.
يجب على العُقلاء والحُكماء الراشدين في قيادة الأطراف المتحاربة أن ينحازوا للضمير الإنساني والحس السليم الذي يرفض القتل والدمار والتشريد وأن يكون حاديهم في هذا التوجه القول : إذا إحتربت يوماً فسالت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها.
قد تسامت قيادة القوى المدنية فوق جراحها بعد الفض الوحشي لإعتصام القيادة وقررت الذهاب للتفاوض من أجل حقن الدماء وعدم السماح بإستمرار القتل المجاني للثوار وتحمَّلت في سبيل ذلك سيلاً من الإتهامات والتخوين, وعلى قيادة أطراف الحرب الإستفادة من دروس التاريخ.
السودان بلدٌ واعد وغنيٌ بتنوعه وموارده ولا يجب أن يُترك نهباً للحروب التي عطلت مسيرة نهضته عشرات السنين, فلنجعل من وقف الحرب وإبراء الجراح والتعافي الوطني مدخلاً للتعايش السلمي والتسامح حتى نربح المستقبل ونرودُ المجد و يحفظ الدهرُ لنا إسماً وذكرى.
قد إستحالت وسائل التواصل الإجتماعي إلى ساحاتٍ عريضة للتحريض على القتل والتنابذ بالألقاب والإساءة وبث أسباب الفرقة والشتات, ويجب على الجميع العمل من أجل إستخدامها بعقلانية ورشد حتى نوقف نزيف الدم ونمسح دموع الثكالى ونُعيد الأمل لقلوب اليائسين.
واجب الساعة هو الوقف الفوري لإطلاق النار عبر تفاوض يحفظ وحدة البلاد ويؤدي لإستقرارها في ظل حكم مدني يقوم على أسس الدولة الحديثة وتقوم فيه كافة المؤسسات بأدوارها التي يحددها الدستور ويكون الشعب هو مصدر الشرعية الأوحد.



