مقالات

وفي قلوبكم “مساكن شعبية”، أيها المشردون في الأرض؟!

الجميل الفاضل 

من أصعب المهن على الإطلاق، تلك المهنة التي اختار شاعرنا الراحل محجوب شريف أن يحترفها: مهنة أن تناضل، بل وأن تتعلم من نضالك اليومي المستمر بلا توقف، بما يؤهلك في النهاية لأن تُعتمد رسميًا “تلميذًا في مدرسة هذا الشعب”.  

وهي مدرسة، كما يقول خريجها الراحل، تفتح مباشرة على الشارع.  

“الشارع” هذا العَلَم، الذي يفتح هو الآخر على القلب، هذه المضغة التي إن صلحت، صار القلب نفسه، والشارع المفتوح عليه، “مساكن شعبية” تسع غرفها الجميع.  

 

هذا القلب المرهف، ربما هو ما أوحى لجيل جاء بعد رحيله، بقولهم الحكيم:  

“أدِّي قفاك للشارع، ما تدي قفاك للعسكر، الشارع ما حيخونك، والعسكر ما حيصونك”.  

وكأنهم كانوا يرون بنور الله، ما فعله بنا العسكر اليوم.

 

على أية حال، هي أغنية بسيطة الكلمات، عظيمة المعاني، ساحرة وخلابة، صارت على كل لسان، إلى أن شدا بها على فننٍ آخر بعيد، المغني المصري الشهير محمد منير.  

وقد تباركت جمعتي اليوم بسماع هذا النص المموسق المدهش، الذي أشارككم إياه على هذه المساحة، حرفًا على الأقل:

 

القلب مساكن شعبية  

محجوب شريف

 

الشعب حبيبي وشرياني

أداني بطاقة شخصية

من غيرو الدنيا وقبـّالو

قدامي جزائر وهمية

لا لون لا طعم ولا ريحة

وأيام مطفيّة مصابيحا

زي نجمة بعيدة ومنسية

 

المهنة بناضل وبتعلم

تلميذ فى مدرسة الشعب

المدرسة فاتحة على الشارع

والشارع فاتح في قلبي

والقلب مساكن شعبية

 

ودينى محل ما توديني

شرّد أخواتي وإخواني 

فتش أصحابي وجيراني

خليني فى سجنك وأنساني

في سجنك جوّه زنازينك

أرميني وكتّف إيديّ

من أجل الشعب السوداني

وعشان أطفالنا الجايين

والطالع ماشي الورديّة

 

وحيات الشعب السودانى

في وش المدفع تلقاني

قدام السونكي حتلقاني

وأنا بهتف تحت السكين

 

الثورة طريقي 

وأيامي معدودة 

وتحيا الحرية.

 

الثورة طريقي 

وأيامي معدودة 

وتحيا الحرية.

 

الثورة طريقي 

وأيامي معدودة 

وتحيا الحرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى