
لا أعتقد أن الأمر سيتوقف هنا، وإنما ستمتد العقوبات لتضيف إلى قائمة الإرهاب الأبرياء، وربما — وبشكل راجح — الحركة الإسلامية نفسها. هناك تحولات كبيرة يشهدها العالم، من أبرزها أن حركات الإسلام السياسي فقدت زخمها الحركي، وما خلفته من كوارث على مستوى العالم أفقدها شروط الاستمرارية والوجود.
السودان لن يكون استثناءً في أن يظل المحمية السياسية والاجتماعية الأخيرة لهذه الكيانات المهددة بالانقراض.
لسنا نتحدث من باب الشماتة أو مجرد التمني، لكن الشواهد الإقليمية والدولية كثيرة، وتؤكد أننا في الفصل الأخير من مسيرة الإسلام السياسي — من السعودية إلى مفاوضات إيران مع أمريكا، وحتى في غزة.
وفي ظني، يجب أن نكون سعداء بهذا التحول، وإن كانت كلفته التاريخية عالية ومدمرة على حركات التحرر الوطني نفسها، خصوصًا في دول الجنوب والدول الإسلامية. فقد أسهمت حركات الإسلام السياسي في تقويض نمو هذه حركات التحرر الوطني وأضعاف برامجها التي تنطلق من أسس عقلانية ، وشوّهت رؤاها وبرامجها لصالح خطاب ديني جهادي بسيط وساذج ، حتى تراجعت الى أدنى مستوياتها لصالح الإسلام السياسي وهو يحول المجال السياسي لشعائر وفروض تؤدى واخر غايتها هو كرامة الأنسان وحريته.
فقط انظر إلى ما حدث لمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، حين احتلت حركة حماس مجال المقاومة الفلسطينية، وحولته إلى بازار للضحايا، سلّعت فيه دماء شعب غزة، ودفع الأبرياء ثمنًا لأوهام الشهادة.