مقالات

بكرة الركوب مجان..!!

يس علي يس 

• كرة القدم في السودان بديعة وجميلة، جميلة بكل معاناتها، وبكل تفاصيلها، لأننا ندرك تماما أننا “قاعدين في السهلة”، ومع ذلك لا نريد أن نتعامل مع هذا الإدراك، بل نحلق في العالم الموازي، ونبحث عن مكان لنا وسط أندية ومؤسسات كبيرة، مبنية بالعلم والمعرفة والدراسة والاقتصاد والاستثمار، لذلك فإننا قد “انصدمنا” حتى باتت الصدمات “ما بتعمل لينا شي”، وتعايشنا مع خيباتنا، حتى صارت غاية أمانينا أن يخرج المريخ لنضحك عليه، أو يخرج الهلال، فنجعله مسخرة نتندر بها في مجالسنا، لنظل سامدون في غينا التاريخي، ومع ذلك نحن سعيدين بكل هذا..!!

• في السودان، الجمهور يحاول أن يكون مستكشف لاعبين، ومفاوض، وينبغي على إدارة الأندية أن تستمع لأي ترشيح “لا وكمان” إكمال الصفقة حتى النهاية، أو فإنها إدارة فاشلة لا تعرف مصلحة الفريق، ولا تريد الخير للنادي لأنها فرطت في درة من درر الملاعب بترشيح “مشجع” وبعيداً عن الرؤية الفنية الخاصة بالمدرب التي ترتكز على الأدوار التي يمكن أن يقوم بها اللاعب وفق خطته، للوصول إلى هدف الانتصار وحسم النقاط..!!

• مع التذكير بأن هذا المشجع، يمكن أن يجاهد “الجهاد الواحد ده” من أجل أن يدخل الملعب في مباراة مصيرية “ميري اساي” يستخدم في هذا كل وسائل الذكاء الطبيعي والاصطناعي، ثم ما يلبث أن يتحدث عن استقدام مدرب أو لاعب قيمته السوقية تتعدى ملايين الدولارات، لا يساهم فيها حتى بتذكرة دخوله للملعب لمشاهدة مباراة لفريقه، والويل للإدارة إذا لم تسجل لاعب سوبر ولم توفر هذا المبلغ الخرافي في أندية بلا مداخيل ثابتة ترتكز عليها..!!

• أذكر أنه في سنة من السنوات في بداية الألفينيات، وفي أيام السيد جمال الوالي، رئيس نادي المريخ، تم التنادي لنفرة لدعم المريخ، ولتكملة المنشآت بالنادي، كانت الشعارات براقة، “ناديك يناديك”، وكانت الدعوات تطالب الوالي بتوفير براميل كبيرة لتتحمل سيل التدافع والتبرعات، وقد كان أن تم تجهيز البراميل، فكان حصاد النفرة “كم لوري طوب” تبرع بها الدكتور مزمل أبو القاسم، ومثلها من رابطة مشجعي بتري، ثم إن التبرعات المادية لم “تملأ جردل بلاستيك”، وواصل الرئيس المعطاء حملة التعمير وحده، وتسجيل المحترفين وحده، وتركوه “في الصقيعة” ومع ذلك لم يسلم من ألسنتهم وتنظيرهم..!!

• الأغرب أننا في نهاية كل موسم، ومع انتخاب كل مجلس إدارة جديد لأحد طرفي القمة، يتم رفع الشعار السوداني الممتاز “بكرة الركوب مجان”، ونردد أسطوانة واحدة، لا “ملتنا لا مليناها” وهي ضرورة تحويل الأندية لشركات، والاستثمار في شعار النادي، وإقامة فندق استثماري وصالات ومنتجعات ومحل تحويل رصيد.. الخ.. والغرض شنو من كل هذا؟؟، هو أن يأتي رئيس صاحب فكر مستقبلا ليدير الهلال أو المريخ بعيداً عن جيبه الخاص ويوظف إمكانيات النادي لخدمة المشاريع الرياضية..!!

• ثم إنهم يضحكون، ونضجك نحن منهم ومعهم، ونحن ندرك تماما أن هذا الحديث مجرد “ونس والهواء يكنس”، فلن يتحقق شيئاً من الوعود، وفي أقرب انتخابات سنبحث عن رئيس “مرطب” يصرف على النادي حتى وإن كان “كيسو فاضي” وما أكثر الأكياس الفاضية التي مرت على إدارات الأندية السودانية، ولم يكونوا يملكون شيئاً غير المال..!!

• عليه، فإننا نقول إن على جمهور الرياضة السودانية أن يستمتع بالفوضى في صمت، وأن يمد “كرعين” أحلامه خارج “مرتبته” بقدر ما يستطيع، فإنه في النهاية لن ينام مرتاحاً ولن يستيقظ مرتاحا أبداً..!!

• وإذا وقع ذاتو خلوهو يقع.. نايم لشنو..؟؟

• سعداء نحن بمسرح الفوضى، وبأحلام العالم الموازي التي نعيشها في رياضتنا، ونتعشم أن تحدث المعجزة ذات يوم..!!

• وهي لا بتحصل تاني ولا شي..!!

• عوسوا عواستكم وأدونا ناكل..!!

• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!

• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!

• صلّ قبل أن يصلى عليك..!!

• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى