
كتبت أمس عن واقعية إدارة نادي الهلال في التعامل مع ملف الجهاز الفني بقيادة الكنغولي فلوران ومساعده خالد بخيت، وكيف انعكس ذلك على المستوى الفني للفريق في المحفل الأفريقي بالصعود إلى مرحلة متقدمة من البطولة الأفريقية للاندية، بجانب الإنجاز التاريخي بالتفوق والتتويج ببطولة الدوري المحلي الموريتاني رغم مشاركته فيه مع نده المريخ بصفة ( ضيف)، إلا أن الرهان على هذه الواقعية وفقا لتجارب سابقة لاتستمر، لضعف العقلية الإدارية ورهن القرار في الغالب لضغوط اعلامية وجماهيرية تجد ضالتها في شخصيات داخل المجالس التي تفتقر إلى المؤسسية وتعتمد على قوة النفوذ، مايجعل الرؤية ضبابية في معظم القرارات وتخضع للمزاج الشخصي، والزعل والحردان وأحاديث كثيرة عايشناها عن التهميش والهيمنة ومن يدفع يقرر.
أزمة الكرة عندنا في الجانب الإداري وغياب المؤسسة، والمجلس الحالي رغم واقعيته ونجاحه طوال فترة كارثية يعيشها السودان حطمت كل شيء بما فيها الرياضة، إلا مانتابعه عن ملف الجهاز الفني يؤكد انه لم يفارق تلك المحطة ولن يفارقها.
فلا احد يعلم ماهو مصير المدرب المدرب الكنغولي فلوران؟ هل سيتم التجديد معه بعد انتهاء فترة تعاقده؟ هل هناك انقسام داخل المجلس حول مستقبل المدرب الكنغولي أم أن الرجل أعلن من نفسه نهاية مشواره مع النادي بنهاية عقده؟ الامر لايحتاج كل هذا الغموض يمكن أن يخرج المجلس ببيان بقرار حول ملف الجهاز الفني، فقد تكون كما ذكرت مساحة الاتفاق المالي الجديد بين الطرفين ( فلوران والمجلس بعيدة)، ويبحث الاخير عن مدرب باتفاق مالي اقل ويخضع ذلك لظرف النادي مثلا فلا توجد موارد حقيقية يمكن أن يستند عليها النادي سوى جيب او جيبين او ثلاثة من جيوب الاعضاء، لادوري، لا رعاية، لاتسويق، لابث تلفزيوني، لا اعلانات، على قميص الفريق.
رغم أن ذلك لم يتواجد في مواسم سابقة، لكن في ظل استقرار البلد تتوفر مداخيل مالية من هنا وهناك، كل ذلك يجب أن يعكسه المجلس بشفافية ويحدد سقف الطموح، والهدف من المشاركات الأفريقية في هذه المرحلة المضطربة من تاريخ السودان، بدلا من فتح سقف الطموحات والأحلام وخلق واقع مزيف يتفاعل معه عدد ليس بالقليل من سكان العالم الافتراضي (القروبات ومواقع التواصل الاجتماعي) لدرجة وصلت بهم أن الفريق قادر على التتويج ببطولة افريقيا للاندية الابطال.
اواصل