مقالات

ظاهرة انتشار أشباه الرجال

تسابيح بابكر (*)

عُرف المجتمع السوداني بشهامته وقوة و شجاعة رجاله ، ولكن ظهرت عاهات استجدت في المجتمع ، نشاهدها في الطريق العام ، يتفطر القلب وجعاً ل رؤيتها ، وتتحسر النفس عليها ، من مشاهدة رجال يتمايعون في مشيتهم و كلامهم مثل النساء بل فاقهُن انوثه ، وضحكاتهم الرنانه بصوت عالي في الطرقات بلا حياء و التي تثير انتباه وتضجر الماره ، هذه الصفات لا تمت للرجوله بِ صِلةٍ ، ولعل ما يهز في النفس أن هذه الظاهره في ازدياد مضطرد ، و أصبحت ظاهره مقلقه للأسر والعوائل التي تخشى على ابنائها من الضياع والدمار ، وأيضاً تنذر بخطر حقيقي تجاه المجتمع ، لِما لها من تبعات أُخر ، من خفض عجلة الإنتاج والتنميه في البلاد والتي تحتاج إلى قوه و عزيمه كبيره ، كذلك اضعاف الدوله عسكرياً ، سلماً و حرباً لقلة المنضمين للمؤسسه العسكريه منبع الرجال ، ايضاً ذيادة نسبة العنوسه وسط الفتيات لانخفاض رغبة الرجال في الزواج ، كل ذلك واكثر من الاثار السالبه لانتشار تلك الظاهره النتنه في المجتمع ، مما جعل الكثيرين من الناس يتسائلون عن أسباب هذه الظاهره ، للحد من انتشارها .

ولعل الاسباب كثيره ولكن أهمها غياب دور الأسره لجانب التربيه ، ولعل دور الأسره في وقتنا الحالي لا يقتصر على الإنفاق فقط أو عند بلوغ عمر معين ، بل امتد دور الاسره الى بعد عمر الثلاثين وأحياناً الاربعين لما يحتاجه الشخص من التوجيه و الإرشاد من قبل الأسره ، كذلك يجب ممارسة التربيه الرشيده المتوازنه مع الاخذ في الاعتبار التميز فيها بين الفتيان والفتيات بصوره ايجابيه .

ولعل من الاسباب ايضاً تناول المخدرات بأنواعها المختلفه ، والتي تُذهِب بالعقل بعيداً ، ويصبح الإنسان كالحيوان لا يعي ما يفعله وتشبّه له الحرام والممنوع حلالاً مباحاً ، وأحياناً يتعرض الشخص المتعاطي إلى الاستغلال أو المساومه من قبل المتاجر بها.

أيضاً ، انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتي ليس لها قيود أو حدود ، و دخلت كل البيوت واصبحت في أيدي كل الأعمار ، فأصبح الشاب أو الطفل يقضي جُلَ وقته في التصفح على المواقع والصفحات والتي تنشر ماهو بعيد عن الواقع واشبه بالخيال ، فيحاول الشاب أو الطفل التقليد فيقع في فخ المحظور ويبدأ في الطريق الذي ليس له نهايه.

كذلك من الأسباب بروز شخصيات عامه أصبح الجميع يقتدي بهم مثل بعض الفنانين ومقدمي المحتويات عبر منصات التواصل الاجتماعي والذين يروجون إلى ذلك السلوك المشين لتدمير الشاب المسلم بطريقة غير مباشره من خلال اقناع الشباب بالتشبه بهم من خلال وضع ” المساحيق التجميليه – الاكسسوارات – عمليات تجميليه – طريقة التحدث والضحك والملابس ” ، ولا نستبعد بأن يكون هؤلاء مدعومين ومدفوع لهم من الخارج من منظمات أو مؤسسات خارجيه تمول ذلك المشروع التدميري الي قُصد به تدمير الشاب السوداني المسلم.

كذلك من الأسباب الرئيسيه الفقر والخوف ، ويعتبر الخوف من اكبر المشاكل التي يواجهها البعض، الخوف من نتيجة الرفض لذلك السلوك المشين ، من قبل نافذين في العمل أو المحيط الذي يعيش فيه ، كما أن البعض يمارس ذلك السلوك من أجل المال والتكسب نتيجة الظروف الاقتصاديه الصعبه التي يمر بها.

ومن باب المسؤوليه المجتمعية ، على رجال الدين القيام بالدور الدعوي النصح والارشاد كذلك التنبيه والتحذير من الوقوع في هذه المعصيه كذلك على الجهات الامنيه والمختصه سن قوانين رادعه في كل من يثبت انتمائه لتلك الجماعه النتنه.

ختاماً ليس هناك أي سبب يستحق أن تفقد احترامك لذاتك أو احترام الناس لك ، خلقنا الله اسوياء وفي أحسن تقويم ، يجب علينا أن نحافظ على ممارسة حياتنا الطبيعيه التي خلقنا الله لها ، فأي سلوك غريب تعافه الفطره البشريه السليمه.

 

صحفية بالقضارف (*)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى