تقارير

تحذير أممي من تداعيات “الأعمال العدائية المتصاعدة” في السودان

مشاوير - وكالات

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم (الجمعة) من “العواقب الوخيمة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة والمتصاعدة” في وسط وغرب السودان، مشيراً إلى هجمات عنيفة أدت لسقوط ضحايا من المدنيين.

وقال تورك في بيان إن القتال في أنحاء شمال دارفور وكردفان و”الخطر الجسيم من تفاقم الصراع الوحشي والمميت يثيران مخاوف جدية متعلقة بالحماية، في ظل بيئة تسودها ثقافة الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان”.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قالت “إن أكثر من “16” ألفاً نزحوا من مناطق في وسط وجنوب وغرب السودان خلال أسبوع واحد.

وأشار تورك إلى أنه “في” 15″ يونيو شنت قوات “الدعم السريع” هجوماً جديداً على مدينة الفاشر بعد أشهر من تزايد حشد المقاتلين بما في ذلك تجنيد الأطفال في جميع أنحاء دارفور”.

 

المدنيون محاصرون 

في ولاية جنوب كردفان “لا يزال المدنيون محاصرين جراء القتال بين الأطراف الساعية إلى السيطرة على مدينة الدبيبات الاستراتيجية”، بحسب تورك الذي لفت إلى تقارير تفيد بحصار “الدعم السريع” لمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، الخاضعة لسيطرة الجيش وفصائل متحالفة معه.

وحذر المسؤول الأممي من أن “الدعم السريع” “قد تشن هجوماً على (الأبيض) في الأيام المقبلة، وفقاً لما أعلنه قائد قوات الدعم السريع”.

وكانت قوات “الدعم السريع” استهدفت عدة منشآت في مدينة الأبيض خلال الشهرين الماضيين، من بينها سجن المدينة ومستشفيان وأحياء سكنية، ما أدى لمقتل العشرات.

وأضاف فولكر تورك “طالما شهد العالم لفترة طويلة أهوالاً مروعة غير محدودة تجري في السودان ومعاناة شعبه التي لا توصف”.

وأكد أنه “تجب حماية المدنيين مهما كلف الأمر. ويجب إجراء تحقيق شامل في الانتهاكات والجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها”.

ودعا تورك “جميع الدول إلى استخدام تأثيرها للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم، ووقف تدفق الأسلحة إلى البلاد وكبح جماح المصالح التجارية التي تغذي هذا الصراع”.

 

آلاف اللاجئين عالقون على الحدود

علق آلاف اللاجئين الفارين من الحرب على الحدود مع جنوب السودان، بعدما تسبب تراجع المساعدات الإنسانية العالمية في تعليق نقلهم إلى مناطق آمنة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة.

وشهد قطاع المساعدات الإنسانية حول العالم حالة من الاضطراب بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء المساعدات الخارجية الأميركية أو خفضها. وكانت واشنطن أكبر مانح للمساعدات الإنمائية. كما قلصت دول غربية أخرى، خصوصاً أوروبية، مساعداتها.

وبسبب “نفاد الأموال المتاحة”، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم أنها اضطرت منذ الأول من يونيو إلى تعليق تسيير “القوارب والحافلات والطائرات” التي كانت تستخدم لنقل النازحين السودانيين إلى مناطق آمنة في جنوب السودان بحسب “مستوى الأمن وصعوبة الوصول إلى الطرق”.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب في بيان “من غير المقبول” أن يجد هؤلاء الفارون من الحرب “أنفسهم الآن عالقين على الحدود، من دون أي وسيلة للوصول إلى بر الأمان أو إعادة بناء حياتهم”.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن هذا الوضع “زاد الضغط على المجتمعات المضيفة، وفاقم أخطار التوترات والأوبئة، كما قلل من إمكان الوصول إلى الموارد الشحيحة أصلاً كالمياه والخدمات الصحية والأراضي وسبل العيش”.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً أهلية بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح “10” ملايين شخص داخل البلاد و”4″ ملايين آخرين إلى الخارج.

وفر العديد من النازحين إلى جنوب السودان المجاور الذي يعاني أصلاً عدم استقرار منذ استقلاله عام 2011.

وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة وصول “125” ألف شخص إضافي إلى جنوب السودان بين يوليو ونهاية العام، وسيحتاج “43” ألفاً منهم إلى مساعدة في مجال النقل. وأطلقت المنظمة الأممية نداءً طارئاً لجمع 6.5 مليون دولار لإعادة تأمين هذه الخدمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى