
بكل المقاييس وبعيدا عن أي رأي مسبق يختلف أو يتفق مع سياسات الاتحاد السوداني لكرة القدم يجب أن نعترف بأن عودة الحياة إلى ملاعب كرة القدم في السودان في ظل ظروف الحرب الحالية ومعاناة الناس التي تطال الأندية الرياضية أيضا ومنسوييها هو إنجاز كبير ونجاح لايقدر بثمن.
اليوم ينطلق دوري النخبة من وسط ركام الأحزان بمجهود كبير ومقدر لقادة الاتحاد السوداني الذين واجهوا صعوبات ومؤامرات من أجل تعطيل قيام الدوري وقبل ذلك الجمعية العمومية ولكنهم تغلبوا عليها بالخبرة وبالرهان على أن معاني الرياضة السامية ستكون بلسما شافيا للجراح وسهما وطنيا في مشروع البناء ورسالة قوية بأن السودان يتعافى ومشروع العودة الطوعية الذي كان حلما أصبح واقعا حقيقيا يعيشه الناس في كل يوم، لذلك كان تفاعل الدولة كبيرا وداعما ووضح ذلك في الموقف القوي والمحترم لوالي ولاية نهر النيل وكذلك والي الشمالية.
أما مشاهد التفاعل الجماهيري مع مباريات الدوري التأهيلي وتلاحم أنصار فريقي القمة مع نجوم الفريقين بشوق ولهفة ووفاء ووعد وأمنيات فقد رسمت لوحة جميلة تؤكد على أن النخبة مشروعا وطنيا قبل أن تكون مشروعا رياضيا يعلن عودة أكبر منافسات كرة القدم إلى اللعب في البلاد.. وأن الجماهير الصابرة في الوطن كانت تنتظر هذه البطولة وتترقب مشاهدة الأحمر والأزرق فهما جزء مهم من نسيج السودان الإجتماعي والثقافي.
تخوفنا جميعا من فكرة دوري النخبة نظرا لظروف البلد أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وأعتقد أن ماحدث لبعثة الميرغني كسلا خير دليل على مخاوفنا لأن ظروف وقدرات الولايات في ظل النزوح معلومة للكافة ونحمد للجهات المسؤولة أنها شرعت في تدارك المشهد الذي لايليق بالميرغني العريق. الآن تبقت دقائق قليلة لانطلاق أولى المباريات فقد أصبح كل شئ واقعا ونسأل الله أن تسير الأمور على مايرام وأن تكتمل البطولة التاريخية على خير.
رسالة محبة
إلى الزملاء الأعزاء في تلفزيون السودان والذين يعملون في ظروف بالغة التعقيد.. نعرف بأن النقل التلفزيوني في الظروف الطبيعية مهمة شاقة ولكن ظل التلفزيون دائما عبر كوادره المؤهلة ينجح في الامتحان ويقاوم الظروف لذلك نتوقع منكم الأفضل في نقل وتغطية مباريات النخبة وأن تكون البطولة فرصة جيدة لصقل وتقديم كوادر مميزة في التعليق والتقديم والتغطية الميدانية وأعتقد بأن الزميل الشاب هواري الذي لفت نظري أكثر من مرة بادائه الواثق قادر على تفعيل كل الشباب وتفجير طاقاتهم فهذه فرصة لاتقدر بثمن وأنتم على قدر العشم.
ختام وسلام
قولوا خير .. توكلنا على الله.