اليابان تدعو إلى وقف إطلاق النار وتضخ 3.2 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي في جنوب السودان
مشاوير - عمق الحدث

في خطوة تعكس التزامها المتزايد تجاه الاستقرار الإنساني في جنوب السودان، أعلنت حكومة اليابان عن تقديم مساهمة مالية قدرها 3.2 مليون دولار أمريكي لصالح برنامج الأغذية العالمي (WFP)، وذلك لتوفير مساعدات غذائية منقذة للحياة لأكثر من 60 ألف شخص تضرروا جراء الأزمات المتداخلة التي تعصف بالبلاد.
وخلال مراسم الإعلان الرسمي في العاصمة جوبا، دعا القائم بالأعمال الياباني، أوياما هيرومونتو، إلى وقف فوري لإطلاق النار وتوفير وصول آمن وغير مقيد لعمال الإغاثة، مشدداً على أن المساعدات وحدها “لن تكون فعالة ما لم تتوقف الأعمال العدائية وتُرفع العوائق أمام العمل الإنساني”.
“هذه المساهمة تعكس التزام اليابان بالعمل جنبًا إلى جنب مع شعب جنوب السودان، مع التركيز على الأمن الغذائي والتنمية الزراعية كأولويتين وطنيتين”، قال هيرومونتو في كلمته.
دعم غذائي ومدرسي في ظل تصاعد الأزمات
من جانبه، أوضح برنامج الأغذية العالمي أن هذه المنحة ستُستخدم لتوزيع أكثر من 1,150 طنًا من الأرز الياباني، يستفيد منه حوالي 61,350 شخصًا، من بينهم 24,350 تلميذًا ضمن برنامج الوجبات المدرسية الذي يسهم في تحسين نسب الالتحاق والاستمرار في التعليم.
وفي تصريح خاص قالت ماري-إلين ماغروارتي، مديرة البرنامج في جنوب السودان: “نواجه عاماً استثنائياً من حيث التحديات. النزاع في السودان، والأوضاع المناخية القاسية، والنزوح المستمر كلها عوامل تهدد الأمن الغذائي لملايين الأسر. وتأتي هذه المساهمة اليابانية في الوقت المناسب تمامًا”.
كارثة إنسانية وشيكة
بحسب وزارة الشؤون الإنسانية، فإن البلاد تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ الاستقلال، حيث:
• يعاني 7.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
• تواجه 3.3 مليون نسمة خطر الفيضانات، نصفهم من الأطفال.
• يشهد عدد من المناطق انتشارًا متسارعًا لوباء الكوليرا، وسط ضعف خدمات المياه والصرف الصحي.
ودعا وزير الشؤون الإنسانية، ألبينو أكول أتاك، المجتمع الدولي إلى توسيع نطاق الاستجابة، محذرًا من أن “الوقت ينفد، والوضع يتطلب تضافرًا حقيقيًا للجهود الإنسانية”.
تأتي هذه المساهمة اليابانية في وقت بالغ الحساسية، حيث تتقاطع أزمات الأمن والصحة والغذاء، بينما يواجه الفاعلون الإنسانيون قيودًا متزايدة على الحركة والوصول.
إن ربط اليابان بين السلام والمساعدات يبرز تحولًا واضحًا في الخطاب الدبلوماسي، إذ لم تعد المساعدات تُمنح دون اشتراطات سياسية ضمنية، بل باتت أداة ضغط ناعم لتعزيز الاستقرار الداخلي.
فهل تلتقط الأطراف المتحاربة هذه الرسالة قبل أن تتسع دائرة الجوع والموت الصامت؟