
في ذكرى رحيل الزعيم الوحدوي المناضل د. جون قرنق ديمبيور، تمر عشرون عامًا وما زالت روحه ترفرف فوق تراب السودان، تسائلنا:
هل كنا على قدر الحُلم؟
رحل قرنق، لكن صدى صوته لا يزال يتردد في ضمير الوطن، يحمل الوعد بوطن يسع الجميع، لا يُختزل في جهة أو عرق أو دين.
كان يحلم بوحدة عادلة، وسلام دائم، ومشروع سودان جديد لا يقصي أحدًا، لا يبني مجده على ركام المعاناة أو صمت الضحايا.
في مثل هذا اليوم، لم نفقد رجلًا فحسب، بل فقدنا فكرة ما زالت تبحث عن مستقر.
أطفأت السماء آخر شمعة كانت تضيء الطريق، وكنتُ – كما كثيرين – أرحل بصمت بعده، أحمل حقيبتي وقلبي المثقل، أغادر الوطن الذي بدأ يضيق بالحلم، وبالذين يشبهونه.
جون قرنق لم يكن زعيم جنوب، بل زعيم وطن.
لم يصرخ بـ”الانفصال”، بل نادى بالعدالة والإنصاف.
قال: “لسنا أقل سودانية، نحن نريد سودانًا لا يُفرز فيه الناس حسب ألوانهم ولهجاتهم وأقاليمهم”.
وها نحن اليوم، بعد عشرين عامًا، نتهجى كلماته في وطن ممزق، وندرك كم كنا بحاجة إليه.
إلى روحه:
السلام والرحمة
إلى فكرته:
الوعي والاستمرار
وإلى السودان:
رجاء لا ينطفئ أن ننهض من الرماد، ونكتب ما بدأه شهيد الحلم الكبير.
المجد والخلود لجون قرنق
وكل شمعة أُطفئت، لأن الضوء كان أقوى من الظلمة.
(*) صحفية من فريق منصة مشاوير