
تعتبر المباراة التي ستجمع بين المغرب الأبطال السابقين في بطولة أمم إفريقيا “شان”، توتال إنيرجيز، “باموجا” 2024، وأصحاب الديار، كينيا، مملوءة بالإثارة والتاريخ والفخر الوطني، حيث سيكون ملعب موي الدولي الرياضي، نيروبي، على موعد مع مباراة مُثيرة.
هذه المباراة ليست مجرد مواجهة في المجموعة الأولى من بطولة أمم إفريقيا للمحليين “شان” توتال إنيرجيز، بل هي صدام بين قوة قارية مُخضرمة، وبلد مضيف يستند إلى دعم جماهيري هائل.
بالنسبة للمغرب، المعادلة واضحة: الفوز يعني خطوة كبيرة نحو الدور الإقصائي. وأكد المدرب، طارق سكتيوي، أنه لا يترك مجالاً للشك.
قال في الندوة الصحفية قبل المباراة: “هدفنا الرئيسي هو تجاوز الدور الأول، وهذا يعني الفوز على كينيا”.
وأضاف: “سنخوض المباراة أمام البلد المضيف بنفس العزيمة والإصرار من أجل الظفر بالنقاط الثلاث”.
يعرف، سكتيوي، جيداً مدى صعوبة التحدي، إذ أن كينيا، التي لم تهزم بعد في مباراتين، تشكل منافسا خطيرا، خصوصا أمام جمهورها.
أوضح: “لعبت كينيا بشكل جيد، وستكون المباراة صعبة. علينا أن نبذل كل ما لدينا طوال 90 دقيقة لتحقيق نتيجة إيجابية”. مؤكداً أن كل لاعب في المنتخب المغربي “يمتلك القدرات ويضيف قيمة لأداء المنتخب”.

زخم المغرب يواجه ثقة كينيا المتصاعدة
تعد هذه المواجهة أول لقاء بين المغرب وكينيا في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، لكن سجل “أسود الأطلس” أمام منتخبات شرق إفريقيا يمنح الثقة، حيث لم يخسروا في خمس مباريات، حققوا خلالها ثلاث انتصارات وتعادلين.
والأكثر دلالة، أن المغرب لديه عادة التفوق على المنتخبات المضيفة في البطولة، حيث فاز 4-1 على رواندا في 2016، و4-0 على الكاميرون، في نصف نهائي 2020.
يبقى، سكتيوي، مع ذلك حذراً، مُدركاً مخاطر الثقة الزائدة. حصل المغاربة على أسبوع راحة بعد فوزهم بنتيحة 2-0 في المباراة الافتتاحية أمام أنغولا، وهو أمر ذو حدين. وقال: “إنها سيف ذو حدين يجب أن نديره جيداً لنقدم أداءً جيداً”.
من جهة اللاعبين، التركيز واضح جداً. قال لاعب الجناح أسامة المليوي: “ستكون المباراة صعبة لأننا سنلعب أمام البلد المضيف الذي سيحظى بدعم جماهيري كبير، لكننا استعددنا جيداً لبدء المباراة بقوة”.
وأضاف: “التحضيرات تسير على ما يرام ونحن مستعدون لصنع الفارق أمام كينيا. سنبذل كل ما لدينا خلال المباراة لنضمن النقاط الثلاث”.

صمود كينيا بقيادة المدرب ماكارثي
تأتي كينيا إلى اللقاء بثقة كبيرة، بعدما حققت فوزاً بنتيجة 1-0 على الكونغو الديمقراطية، وتعادلاً صعباً بنتيجة 1-1 مع أنغولا، مما جعلها على بعد خطوة من التأهل إلى ربع النهائي.
برز، أوستن أودهيمب،و كنجم الفريق، بتسجيله هدفي كينيا ليصبح أول لاعب كيني يسجل في مباراتين متتاليتين في منافسات “الكاف” الرسمية.
يعرف المدرب، بيني ماكارثي، الذي سجل أمام المغرب في كأس أمم إفريقيا 1998، جيداً حجم التحدي.
قال: “المغرب منتخب قوي ومنظم. ستكون مباراة صعبة أمام واحد من أفضل المنتخبات ليس فقط في مجموعتنا، بل في البطولة”.
قد يكون الإرهاق عاملاً مؤثراً، إذ لعبت كينيا مباراتها قبل يومين فقط.
وأضاف: “المغرب تحضر للمباراة منذ أسبوع، بينما لعبنا قبل يومين فقط. آمل أن يكون الدافع واللياقة البدنية حاضرين لنقدم أداءً جيداً أمام المغرب”.
بالنسبة للمدرب، ماكارثي، التحدي فرصة أيضاً. “خرجت عدة نقاط إيجابية من أول مباراتين لنا، مثل الصلابة والشخصية القوية، وآمل أن تظهر هذه الصفات أمام المغرب”.
وتابع: “المغرب منتخب لا يمكن التنبؤ به، ولهذا السبب يجب أن نقدم مستوى مميزاً ونكون أكثر تنظيماً في جميع جوانب اللعب”.

مباراة للتاريخ
يتحدث سجل المغرب في بطولة “شان” عن نفسه: لم يهزم في آخر 14 مباراة (12 فوزاً وتعادلان)، حافظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات متتالية، وتعرض لهزيمتين فقط في 20 مباراة. الفوز الثاني على التوالي هنا سيعكس بدايتهم المثالية في 2018، العام الذي توجوا فيه باللقب.
أما كينيا، فتسعى لكتابة تاريخها الخاص. الفوز سيجعلها ثالث منتخب مشارك لأول مرة في تاريخ بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، يتأهل إلى الأدوار الإقصائية، وسيكون ذلك بعد تجاوزها لأحد عمالقة البطولة.
عندما يُطلق الحكم صافرته، مساء الأحد، لن تكون المباراة مجرد سباق على النقاط الثلاث، بل ستكون اختباراً لشجاعة البلد المضيف، وطموح البطل، ونوع كرة القدم التي تجعل من بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، مناسبة لا تُنسى.