مقالات

إيمانويل على طريقة فرانكو ماستانتونو

محمد عبد الماجد

الكتابة على الورق، أو في “الفيس بوك”، والحديث عن الأحلام والتطلُّعات دائماً تكون وردية، نحنُ في العادة نضع تصوراتنا بدون عقبات أو تعقيدات، نرسم حياتنا بما يحلو لنا، ونستبعد كل المُعيقات، وعندما نصطدم بالواقع، ندرك أنّ الحياة ليست كما نتخيّل.

عندما تقف في ملحمة فخمة وتطلب لحمة، تطلبها بدون (عضم).. دائماً أنت تريد لنفسك “الحاجة السمحة”.

عندما تركب في مركبة عامة تبحث عن المقعد الذي يكون على الشباك، إذا لم تجده سوف تجلس مُكرهاً في مقعد آخر وتنتظر أول مقعد على الشباك يخلو لتتحوّل له، تبحث بشكل تلقائي عن الحاجة (المُريحة).. الهواء البارد والجو (النضيف).

وإنت عاوز تقعد دائماً قصاد (المُكيِّف)، وعاوز صحن (الضلع) يجيبوه عليك.

عاوز القهوة ما تبرد، وعاوز الزول البتكلم معاك في التلفون يرفع صوته.

ما عاوزين نتعب.. ولا عاوزين نجهد أنفسنا.

عايزين أي حاجة يجيبوها لينا جاهزة، بننسى أنّ هنالك تعباً وجهداً ومشقّة وصبراً.

وأحياناً إنت تكون ليس مطلوباً منك غير (الصبر)، لو ما عاوز تدعم وتساند، أصبر، لو ما عاوز تبني ما تهدم.

إذا ذهبت مريضاً إلى أحد الأطباء لإجراء كشف أو الشكوى من بعض الآلام، سوف تشدد على من تحجز عنده أن يجعل اسمك أولاً في مقدمة القائمة لتدخل على الطبيب سريعاً ـ لأنك مستعجل، وهي عبارة نقولها دائماً عندما نحجز.

نحنُ نبحث دائماً عن الأفضل، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، ونبحث عن راحتنا فقط، دون النظر للآخرين، وقد يكون في ذلك شئٌ من الأنانية.

عاوزين الهلال ينتصر والسلام، كيف يحدث ذلك ما بهمّنا!!

قاعدين في بيوتنا نكتب ونشتم وننتقد.

تعلّم أن تُواجه بعض الصعاب، كُن شريكاً في عملية البناء، الحياة عاوزة (اللحلحة)، ما كل شئ بالساهل.

ما تفتكروا الهلال ح يقوم من نومه ويلقى كومه.

العالم لا يُـدار بالتلفون والكيبورد.

الموضوع صعبٌ والدرب طويلٌ.

درب البطولات طويلٌ وصعبَ وشاقٌ، وذلك الدرب فيه الانتصارات وفيه الهزائم، فيه النجاحات وفيه الإخفاقات.

في التجارة إذا لم تخسر فلن تربَـح.

تذاكر تسافر، تذاكر تنجح.

ما في حاجة ساكت ـ تعاملوا مع الهلال وكأنكم تتعاملون مع أنفسكم ما تقعدوا تنظِّروا ساكت.

ما يحدث في الهلال الآن بغض النظر عن النتائج، يستحق الدّعم والمُساندة، في ناس شغالة ، “في جهد وفي شغل وفي فكر”، من بعد هذه الأشياء، كل شئ سوف يأتي.

النتائج الإيجابية هي نتيجة عمل متواصل وتراكمات، ما في نتائج بتتحقّق بين يوم وليلة.

في الحياة جوانب أخرى، هنالك متاعبٌ وأزماتٌ ومشاكل ـ نحن نتعامل مع حياة ليست كلها (لقمة طرية).

حتى في الفصول، هناك الجاف والحار والبارد والدافي، والمُمطر والعاصف.

مافي حاجة ساكت ـ الكورة بقت أسلوب حياة، عليك أن تعرف كيف تتعامل في الأزمات وكيف تسيطر على أعصابك في الأوقات الصعبة.

ما تبني نجاحاتك على افتراضات خالية من العثرات والانكسارات والهزائم والألم والوجع.

نعيش في دنيا فيها الكثير من المتاعب، وربما لهذا نشعر بحلاوة الأشياء، لأنّ الحياة لو خالية من المُر، فلن نعرف طعم الحلو.

في مباريات كرة القدم أيضاً، هنالك الحلو والمُر، هنالك النصر والهزيمة، لا تجري الأحداث دائماً على ما يرام.

لهذا علينا أن نتعامل مع كل النتائج بهدوءٍ وبمنطق، بعيداً عن الغضب والانفعال والأحكام الظالمة.

نحنُ نطالب من الهلال أن يكون قوياً ونحنُ ضعفاء، أي نتيجة تهزّنا ولو حدثت في مرحلة الإعداد.

إذا كنا نريد فريقاً قوياً، يجب أن نكون نحن أقوياء، ما تقعد تنفعل وتغضب وتنتظر بعد ذلك نتيجة جيدة.

انفعالك هذا وانتقاداتك للفريق وعدم دعمك له هو الذي يقودنا إلى النتائج السيئة وإلى الهزائم والضياع.

إذا كنا نريد أن نصنع فريق بطولات علينا بالدعم والمساندة ـ نحن لسه في طور صناعة فريق، لذلك مطلوبٌ منك فقط أن تدعم وتساند.

لماذا نتخلّى عن وإجابتنا المتمثلة في الدعم والمساندة، في الوقت الذي نُطالب فيه الأطراف الأخرى أن تقوم بما هو فوق طاقتها وبما هو أكثر من واجبها.

عندما كان الكونغولي فلوران مدرباً للهلال، كان يحقق الهلال أفضل النتائج ويقدم أجمل العروض ـ وإذا عدت للأهداف التي سجّلها الهلال في الدوري الموريتاني أو في البطولة الأفريقية، سوف تجد أنها كلها سُجِّلت بعد جمل تكتيكية جميلة، والهدف دائماً يسجله الهلال بعد سلسلة من التمريرات.

يمكنكم الرجوع لأهداف الهلال في الموسم الماضي في اليوتيوب سوف تجدوا شغل المدرب واضحاً فيها.

أنا أحسب أن الهلال حقّق في الموسم الماضي نتائج لم يحققها خلال عشر سنوات مضت على الأقل، وأجزم كذلك من خلال متابعتي للهلال أن العروض والأداء الذي قدمه الهلال الموسم الماضي في كافة المنافسات والمباريات التي خاضها، لم يقدمها الهلال في آخر عشر سنوات.

وأدعم كل ذلك باللاعبين الذين قدّمهم فلوران وصنعهم، بدايةً من جان كلود وكوليبالي وإيمي وياسر عوض وكبه ومازن سيمبو، إلى جانب أنّ فلوران رفع من مستوى بوغبا وصلاح عادل وروفا والغربال، جميعهم ظهر مع فلوران بمستوى جيد.

مع ذلك كان هنالك هجومٌ وانتقاداتٌ لفلوران، وكان هناك أناسٌ يرون غير ذلك، انتقدوا العروض والأداء الذي يقدمه الهلال، وذهبوا أبعد من ذلك وقلّلوا حتى من النتائج والأرقام التي حقّقها فلوران، اعتبروا أن الهلال حقّق ذلك بخبرة لاعبيه وبجودتهم، ونسوا أن تشكيلة الهلال أغلب عناصرها جديدة وصنعها فلوران.

شكّلوا ضغوطاً على الإدارة من أجل عدم التجديد له، وامتثلت الإدارة لضغوط الإعلام والجماهير في التخلي عن فلوران.

الآن عادوا يعزفون على نفس الأوتار التي كانوا يعزفون عليها عندما كان فلوران مدرباً للهلال، ورجعوا لنفس الأسطوانة المشروخة، يعيدون علينا نفس الانتقادات والنظريات، ويُوجِّهون سِـهامهم للمدرب الروماني الذي لم يكمل مع الهلال شهراً، يحدث ذلك بعد المباراة الثانية (الإعدادية) للهلال والفريق يفقد أكثر من (15) لاعباً دولياً ويخوض مبارياته بعناصر لأول مرة تجتمع على ملعب وبخط دفاع تم توليفه لسد الحاجة.

إنّنا مثلما كنا ندعم فلوران الذي رفضنا رحيله وانتقدنا قرار التخلي عنه، نرفض الهجوم والانتقادات التي بدأت تقدم وتطرح من أجل إشاعة انطباع وخلق رأي عام ضد ريجيكامب.

ما في مدرب مهما كان اسمه وإمكانياته بنجح بدون دعم وبدون ثقة. 

ما يحدث في الهلال الآن طبيعي، غير الطبيعي هو ما يحدث من انتقادات للفريق وما نراه من هجوم عليه، هذا الفهم هو في الحقيقة مشكلتنا وهو أزمتنا الحقيقية في كرة القدم.

نحن مشكلتنا ليس في مدرب ولا في لاعبين ولا في نتائج، مُشكلتنا في عدم الصبر والتغول علي حقوق الآخرين، الإدارية والفنية.

كنا بالتأكيد نتمنى أن يحقق الهلال نتائج أفضل، وأن يفوز بالبطولة ونسأل الله أن يتحقق له ذلك، لكن في كل الأحوال أعتقد أن بطولة سيكافا بهذه النتائج التي حققها الهلال أفادته وكشفت مشاكل الفريق، وهي على الأقل أحسب أنها وضعت الهلال تحت الضغط وهذا ما يحتاج إليه.

عندما طالبنا بالفوز ببطولة سيكافا ومازلنا نطالب بذلك، كان هدفنا الأول هو أن نضع الهلال تحت الضغط.

الضغوط والحسابات المُعقّدة هي التي يحتاجها الهلال وهو في مرحلة الإعداد ـ حتى الانتقادات والهجوم الذي يتعرّض له الهلال مع أننا نرفضه، إلّا أننا لا نستطيع أن نغيِّر أو نبدِّل هذا الفهم أو نسيطر على انفعالات الجماهير وهي انفعالات تخرج من أعمار صغيرة ربما تفقد للخبرة والحكمة وهذا موجودٌ في كرة القدم ـ هذه الأمور لا نستطيع السيطرة عليها، لذلك مطلوبٌ من الهلال إدارةً وجهازاً فنيّاً ولاعبين، أن يعرفوا كيف يتعاملوا مع هذه الظروف، لهذا قلنا إنّ بطولة سيكافا وضعت الهلال تحت الضغط الذي نحتاج إليه ـ الضغط الذي يولد البطولات.. وبطولة سيكافا هذه المرة أفادت الهلال كثيراً.. نحتاج لهذه الضغوط ولتلك الحسابات المُعقّدة حتى ندخل الموسم الجديد بقوة.

هذه الضغوط هي ما يحتاجه الهلال ـ فقط على الهلال أن يحسن التعامل معها، ليس بتحقيق نتائج جيدة، وإنّما في عدم التأثر بالنتائج السلبية والانتقادات التي تُوجّـه إليه.

هنالك قولٌ شائعٌ وهو إنّ المعاناة تولد الإبداع، وفي كرة القدم فإنّ الضغوط والأزمات هي التي تولد البطولات.

الرهان على الهلال قائمٌ ـ مُشكلة الهلال ليست فنية، مُشكلة الهلال يُمكن أن تكون إعلامية أو جماهيرية، إذا كان تعاملنا مع الفريق، والهلال في مرحلة إعداد بهذه الصورة.

في الحياة الظروف الصعبة بتتجاوزها بالصبر والحكمة والهُـدوء، وفي كرة القدم النتائج السلبية التغلُّب عليها يكون بعدم الانفعال، وبالدعم والمُساندة للفريق.

من السَّهل عندما تحدث نتيجة سلبية أن ننتقد ونهاجم ونفش غبينتنا ونصفِّي حساباتنا، لكن علاج الأزمة لا يتم عبر هذه السُّبل.

كنت من بين الذين دعموا فلوران ومن أكثر الذين كتبوا عن خطورة رحيله بعد النجاحات التي حقّقها، كان يمكن أن استغل نتائج الفريق (العابرة) الآن حتى أثبت وجهة نظري ـ لكن لا أفعل ذلك، وأقول الآن إنّ تلك النتائج السلبية طبيعية وهي عابرة بإذن الله، وإنّ النتائج الإيجابية والعروض الجيدة والأداء الساحر والانتصارات الكبيرة والبطولات العظيمة سوف تتحقق مع ريجيكامب فادعموه، ولا تجردوه من أسلحته ثم تطلبوا منه بعد ذلك أن يقاتل وينتصر.

الأكيد أن العدد الأكبر الذي ينتقد وينفعل الآن يفعل ذلك من حب وهو يعتقد أن في ذلك مصلحة الفريق، لكن هذا لا يجعلنا نغفل أنّ البعض أو القلة سوف يستغلون هذه الظروف لهدم الفريق ولتحقيق مآربهم الخاصة، فلا تنقادوا لهذه الأصوات التي تظل صامتة إلى أن يتعثّر الفريق فتظهر في ثوب الواعظين.

كان يُمكن للهلال، للإدارة والجهاز الفني والفريق يفقد (15) لاعباً، أي نصف الفريق والنصف الذي يمثل العناصر الأساسية في التشكيلة أن لا يجازفوا ولا يغامروا ويرفضوا المشاركة في سيكافا، لأنّ الفريق في مرحلة إعداد، لكنهم لم يفعلوا ذلك، قدموا مصلحة الهلال على مصالحهم الخاصة وشاركوا في بطولة من أجل الإعداد.

المريخ يفقد أقل من نصف العدد الذي يفتقده الهلال رفض خوض مباراة ودية وحيدة ،أمام رايون سبورت البورندي، فكيف بفريق الهلال الذي يخوض بطولة كاملة أمام أندية مكتملة الصفوف، وهنا لا بد من الإشادة بالأهلي مدني وهو فريق جاهز ويلعب بالأساسيين عدا حارس المرمى، ويقوده جهاز فني قدير، وهو يستحق التعادل الذي حققه أمام الهلال وقد سبق له أن تعادل أمام الهلال في دوري النخبة، فلماذا نرفض التعادل الآن والفريق يفتقد 15 لاعباً؟!

حديثنا هذا لا نقصد به التقليل من العناصر التي مثّلت الهلال، هي عناصر جيدة وينتظر منها الكثير، لكن تفتقد للتجانس والتفاهم، ونفس هذه العناصر لو اكتملت بعض الخطوط سوف تبدع.

كفى أن نقول إنّ خط دفاع الهلال بالكامل مع المنتخب الوطني إرنق والطيب وكرشوم وياسر جوباك، إضافةً إلى مازن سيمبو ومحمد المصطفى اللذين أبعدتهما الإصابة إلى جانب خادم دياو.

خط دفاع الهلال الأساسي في بطولة سيكافا يشارك منه فقط إيبولا.

لذلك لا خوف على الهلال ـ الأكيد بإذن لله سيكون موسم الهلال الجديد مُميّزاً وأفضل من الموسم الماضي.

متاريس 

في يوم الجمعة، 13 يونيو 2025م أعلن ريال مدريد ضم الأرجنتيني (القاصر) فرانكو ماستانتونو قبل أن يكمل 18 عاما، بعد صراع شديد عليه مع باريس سان جيرمان، وقد جاء في منصات إعلامية عالمية في يونيو الماضي: (أعلن نادي ريال مدريد ضم الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو لاعب ريفربليت. وكشف ريال مدريد في بيان له عن مدة التعاقد: “فرانكو ماستانتونو سيكون لاعبًا في نادينا للمواسم الستة المقبلة، من 14 أغسطس 2025 إلى 30 يونيو 2031.” وأتم ماستانتونو 18 عاما يوم 14 أغسطس الماضي)، وكان إعلان التعاقد معه قبل شهرين من إكمال اللاعب 18 عاما.

يا فضيحة ريال مدريد!! 

هذا الواقعة (المعلنة) تؤكد شرعية التفاوض مع القاصر ، بل والتعاقد معه ، غير أن اعتماد التعاقد تكون بعد أن يكمل اللاعب 18 عاما ، لكن لا مخالفة ولا تجاوز في الشروع في التعاقد مع اللاعب القاصر، وريال مدريد فعل أكثر من ذلك وأعلن تعاقده مع لاعب (قاصر)، غير أنه أوضح أن العقد يبدأ من اليوم الذي أكمل فيه فرانكو ماستانتونو 18 عاما.

على الهلال حتى يحفظ حقه، التعاقد مع إيمانويل فلمو منذ الآن حفاظا على تلك الموهبة ، كما يجب إتباع خطوات الريال الذي تعاقد مع فرانكو ماستانتونو وأعلن عن ذلك قبل أن يكمل 18 عاما، وللهلال أن يوضح بداية العقد في اليوم الذي يكمل فيه إيمانويل 18 عاما.  

مباراة مقديشو سيتي وكتور جوبا انتهت بالتعادل السلبي، يعني الوضع يبقى على ما هو عليه.

والهلال متصدر، لكن هذا ليس الهدف، جميل أن يُوضع الهلال في هذا الضغط. 

وفرصة الهلال مازالت كبيرة في التأهل والفوز كمان ببطولة سيكافا بإذن الله. 

ما عارف ليه هذا السيناريو يمنحني إحساساً قوياً أن الهلال إن شاء الله سوف يحقق بطولة سيكافا.

تمشوا وترجعوا لي كلامي دا.

مجلس إدارة الهلال دعم الفريق بعناصر هي الأفضل في الساحة على المستويين المحلي والأفريقي وتعاقد مع جهاز فني عالمي، ولم يبخل على الفريق بشئ، لماذا نحن نبخل بالدعم والمساندة؟ 

الجماهير مطلوبٌ منها الدعم والمساندة، وهذا هو دورها، فلماذا تتخلى عن دورها، والهلال في بداية الموسم أكثر ما يكون في حاجة لجماهيره ودعمها ومساندتها.

إذا كنا كإعلام وجماهير لا نعرف كيف نتعامل مع الهزيمة أو العثرات أو الأزمات، فلن نحقق بطولة. 

الهلال في مرحلة بناء ـ الهدم في شنو؟

… 

ترس أخير: نحنُ على موعـدٍ مَـع الفَـرح إن شاء الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى