مقالات

الوسط الغنائي .. من الاستنساخ إلى الاتساخ (3/1)  

صلاح شعيب 

قبل عدة أيام أثار تصريح فرفور بأن الوسط الفني من أتفه، وأحقر، الأوساط جدلاً واسعاً. 

 

ونتيجة لهذا تم فُصل المغني جمال فرفور من اتحاد المهن الموسيقية المعني بشؤون الفنانين، والمغنين. 

 

ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، وإنما أثار ردود فعل قانونية تتعلق بحرية المغني في التعبير عن وسطه الذي ينتمي إليه من جهة، وكذلك تحركت – من الجهة الأخرى – فئات من الفنانين، والإعلاميين، لمناصرة المغني الذي ينتمي لجهاز أمن الحركة الإسلامية. 

 

في السابق كانت أكثر تصريحات الفنانين التي تثير الجدل، بكل درجاتهم، تتمحور حول قضايا إشكالية عامة، وكذلك حول آرائهم الخاصة في أعمالهم، وأعمال الغير. 

 

ولكن نادراً ما يصب الفنانون كل جام غضبهم على أسرة الوسط الفني بوصفها أكثر تفاهة على النحو الذي تناول به فرفور تصريحه، متأثراً براهن علاقاته مع زملائه، وزميلاته.

 

وعلى كل حال فإن لكل زمان فني مواضيعه، وتحدياته، ونواميسه. فبعيداً عن سلامة محتوى التصريح مثار الجدل، أو عدمها، فإن حال الوسط الغنائي الآن يعبر عن مرحلة شديدة التدهور في الإنتاج المميز، والمبهر. 

 

وذلك ما يستدعي التساؤل عن قيمة هذه المغنية، أو ذلك المغني الآخر لو أنه خطف اهتمام الجمهور بتصريح يعمم اتساخ وسط المغنين بدلاً عن التخصيص.

 

فنحن نعرف أن الوسطين الغنائي، والرياضي، منذ تشكلهما في بدايات الحقيبة، ونشأة تيم عباس، ظلا من أفضل الأوساط في التعاون وسط عضويتهما لو قارناهما بالوسط السياسي مثلاً. 

 

فوسطا المغنين، والرياضيين، قائم على التعاون كقيمة أساسية للتطور عند كل مجال.

فإذا كانت الأغنية تعتمد على تكامل الأضلاع الثلاثة من شاعر، وملحن، ومغنٍ، فإن الجوقة الموسيقية تصهر كل هذه الاحاسيس لإنتاج الأغنية.

 

والنماذج لهذا التعاون مما لا يمكن حصره، ولذلك نشأت العلاقات الهادفة وسط هؤلاء المبدعين في كل حقبة. 

 

ذلك ما يؤكد أن هذا التطور الإبداعي المهيب في هذي الأضلاع الثلاثة لم يكن ليحدث لولا ذلك التعاون الذي جرى مجراه الطبيعي. 

 

وقد وصل هذا التعاون إلى ذروته بوجود ثنائيات، وثلاثيات. وسط المبدعين أثمرت عن أجمل الأعمال التحفة. 

 

ويصح هذا التعاون المشهدي في الوسط الرياضي بين اللاعب، والمدرب، والحكم، والإعلامي، والجمهور. ومع ذلك يرى كثير من المثقفين أن هذين الوسطين يتميزان بالتدني الأخلاقي.

 

في حين أننا لو رصدنا تاريخ العلاقة بين المثقفين، والنخب السودانية، لوجدنا أنه اعتمد على إضمار العنف، والسلاح للتخلص من زملائهم في المذهب، أو الأيديولوجيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى