تقارير

ماذا نعرف عن الواقع الميداني للحرب في السودان؟

مشاوير - وكالات

شهدت الحرب التي يعيشها السودان منذ أكثر من عامين تحولاً مفصلياً يوم الأحد الماضي، مع سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ما أتاح لها الإمساك بإقليم دارفور في غرب البلاد، مع تركز المعارك في إقليم كردفان المجاور.

وأدت الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ بين الطرفين.

وبعد السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، باتت قوات الدعم السريع تستحوذ على غرب البلاد وأجزاء من الجنوب، بينما يمسك الجيش بالشمال والشرق والوسط بما في ذلك الخرطوم.

حرب السودان

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفعت الملايين إلى النزوح فيما بات نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، وتسببت بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم” بحسب وصف الأمم المتحدة.

وأثارت سيطرة قوات الدعم على الفاشر مخاوف الخبراء من تقسيم جديد للسودان وتكرار المجازر التي شهدها إقليم دارفور في مطلع القرن الحالي.

في ما يلي أبرز التطورات الميدانية:

دارفور: حصار الفاشر الطويل

بعد حصار دام 18 شهرا ومعارك عنيفة مع الجيش، سيطرت قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي على مدينة الفاشر. ومنذ ذلك الحين، تتزايد الاتهامات بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، مترافقة مع معلومات ميدانية ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية.
نازحي دارفور

حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان فولكر تورك الإثنين من تزايد خطر “الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر.

وتحذر منظمات غير حكومية منذ أشهر من انتهاكات محتملة قد تتعرّض إليها المجموعات غير العربية في المدينة مثل قبيلة الزغاوة، وذلك على غرار ما تعرّضت إليه قبيلة المساليت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وأفاد خبراء الأمم المتحدة بأنّ حوالى 15 ألف شخص، غالبيتهم من المساليت، قُتلوا في العام 2023 في مجازر نُسبت إلى الدعم السريع.

في أبريل 2025، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين قرب الفاشر بعد هجوم دامٍ.

الجيش السوداني

وبات المخيّم خاليا من النازحين الذين كان عددهم يبلغ 400 ألف وفق الأمم المتحدة، وتحوّل إلى قاعدة للمقاتلين الأجانب بحسب مسؤول سابق فيه.

في نهاية سبتمبر (أيلول)، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك في شمال الفاشر الذي كان يؤوي 200 ألف نازح العام الماضي، بحسب متحدث باسم المخيم. ووفق الأمم المتحدة، فرّ معظم النازحين من المخيّم.

وفي ولاية جنوب دارفور الواقعة تحت سيطرتها، أعلنت قوات الدعم السريع من نيالا عاصمة الولاية، تشكيل حكومة موازية لإدارة مناطق سيطرتها.

ويتهم الجيش الإمارات بتزويد الدعم السريع بالأسلحة والطائرات المسيرة عبر مطار نيالا الذي استهدفه بضربات جوية. وتنفي أبوظبي تلك الاتهامات.

فارون من الحرب

هجمات في كردفان

تصاعدت حدة القتال في الأشهر الأخيرة في إقليم كردفان المجاور لدارفور. وتضم ولايات الإقليم التي تغطي مساحة واسعة من جنوب السودان، حقول نفط وأراضي زراعية وطرقا لتهريب الوقود.

وأعلنت قوات الدعم السريع في 25 أكتوبر سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، الواقعة على محور استراتيجي يربط دارفور بالخرطوم.

تحاصر قوات الدعم السريع العاصمة الإقليمية الأبيض

في جنوب كردفان، تحاصر قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان عاصمة الولاية كادوغلي ومدينة ديلينغ اللتين يقدر عدد سكانهما بنحو نصف مليون.

تستهدف قوات الدعم السريع البنية التحتية النفطية، إذ قصفت محطة هيغليغ لتكرير النفط في أغسطس (آب).

نازحي من الخرطوم

هدوء في الخرطوم

في مارس أطلق الجيش عملية عسكرية واسعة استهدفت إخراج الدعم السريع من العاصمة، وفي مايو أعلن “اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم” بما في ذلك أم درمان وبحري.

خلال الأشهر الماضية أطلقت الحكومة حملة لإعادة إعمار الخرطوم وتأهيل البنية التحتية وبينها المستشفيات والمدارس وشبكات الاتصالات، لتعود في خطوة رمزية لتقدم الجيش.

لكن الهدوء في الخرطوم شابته خروقات، إذ شهدت العاصمة في أكتوبر هجمات للدعم السريع استهدفت منشآت عسكرية ومدنية، وقصفا مدفعيا قبل أشهر.

قائد الجيش السودان بجبيت شرق السودان

في مايو، هاجمت الدعم السريع بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في الشرق، ما تسبب بأضرار في البنية التحتية في المدينة التي بقيت في منأى عن الحرب حتى ذلك الحين.

وبورتسودان هي المقر الموقت للحكومة التابعة للجيش، وانتقلت إليها المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية.

في أغسطس، هاجمت طائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع ولاية تمبول جنوب شرق الخرطوم. وهذا الأسبوع، استهدفت مسيّرات ولاية النيل الأبيض (جنوب)، وطالت قاعدة جوية ومستودعات وقود ومحطة كهرباء وموقعا عسكرياً.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى