مقالات

الدعوة إلى السلام

مدني عباس مدني 

الدعوة إلى السلام، والفرح بأي محطة تؤدي إليه، لا تعني التغافل عن الانتصاف للمظلومين، بل لأن الطريق إلى العدالة وردّ المظالم لا يمكن أن يتحقق من دون المرور بمحطة السلام.

 

والوصول إلى السلام محفوف بالمكاره والضغائن التي أفرزتها الحرب، وبالمليشيات التي نشأت بدوافع الاستقطاب الإثني والمناطقي، لكن إرادة السودانيين في الحياة والمستقبل لا بد أن تنتصر.

 

كما أن طريق السلام محفوف أيضاً بمصالح أمراء الحرب ومن استفادوا منها، لذا فهو يحتاج إلى قوة إرادة من القوى المدنية الديمقراطية لفرض أجندتها. 

 

فمجرد الوصول إلى هدنة لا يعني تحقيق السلام ما لم يصحبه وجود كتلة مدنية حرجة تدعو وتدافع عنه.

 

بشائر الوصول إلى الهدنة ليست باباً للمكايدة مع من دعوا للاصطفاف الحربي في معركة وقودها المدنيون، بل هي فتحٌ لبوابات المستقبل للحياة والأمل.

 

لم تُفسد الحرب يقيننا بأن مستقبل السودان سيكون أفضل من ماضيه، وأن ما خطّته ثورة ديسمبر لن يمحوه انقلاب ولا حرب. نسأل الله السلامة وأن يعمّ السلام العادل أرجاء السودان، وأن تُعمَر بلادُنا بعد أن مُلئت جوراً وظلماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى