إلى جانب السودن.. واشنطن تُبقي جنوب السودان في أعلى مستوى تحذيري للسفر: “الوضع الأمني لا يزال بالغ الخطورة”
مشاوير - عمق الحدث

أبقت الولايات المتحدة الأمريكية، في تحديث رسمي صادر عن وزارة الخارجية، جنوب السودان ضمن “المستوى الرابع” من تصنيفات تحذيرات السفر، وهو أعلى مستوى تحذيري تُوصي فيه واشنطن بعدم السفر نهائيًا إلى الدولة المعنية، إلا للضرورة القصوى.
ويأتي هذا التصنيف الصارم نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والاضطرابات الأمنية والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، إلى جانب ما وصفته الخارجية الأمريكية بـ”مخاطر مرتفعة للعنف، والاختطاف، والاضطرابات المدنية”، مما يجعل البلاد غير آمنة لمواطنيها أو لأي مسافرين أجانب.
وقالت الوزارة في بيانها: “ننصح بعدم السفر إلى جنوب السودان بسبب الجريمة والاختطاف والصراع المسلح. الأوضاع الأمنية غير مستقرة، ولا تتوفر ضمانات للحماية أو الإجلاء في حالات الطوارئ.”
رسالة تحذير دولية حول البيئة الأمنية في البلاد
يُعد تصنيف “المستوى الرابع: لا تسافر” أقوى تحذير تصدره الحكومة الأمريكية، ويُطبّق فقط على البلدان التي تشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة وسلامة المواطنين الأمريكيين. وغالبًا ما يُرافق هذا التصنيف توصيات إضافية لرعايا الولايات المتحدة المتواجدين في الدولة المعنية بمغادرتها فورًا، إذا أمكن ذلك.
ويأتي استمرار هذا التصنيف في وقت تواجه فيه جنوب السودان تحديات كبيرة على صعيد الأمن الداخلي، وغياب الاستقرار السياسي، وتزايد أعمال العنف بين الجماعات المسلحة، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في بعض المناطق.
انعكاسات محتملة على علاقات السفر والاستثمار
ويرى مراقبون أن الإبقاء على هذا التحذير الأميركي قد يؤثر سلبًا على فرص جذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط قطاع السياحة، بالإضافة إلى تقييد حركة المساعدات الدولية والمنظمات الإنسانية التي تحتاج لتصاريح خاصة للوصول إلى بعض المناطق.
تعليق تحليلي: دلالات التصنيف الأمريكي
يمثل تصنيف جنوب السودان ضمن أعلى مستويات الخطر مؤشرًا دبلوماسيًا ورسالة سياسية مزدوجة:
من جهة، يعكس غياب الثقة الدولية في قدرة الحكومة على تأمين البلاد، ومن جهة أخرى، يضغط على السلطات لتسريع الإصلاحات الأمنية وتحقيق تقدم ملموس في مسار تنفيذ اتفاق السلام.
على الصعيد الإقليمي، قد يدفع هذا التصنيف جيران جنوب السودان، لا سيما أوغندا وإثيوبيا وكينيا، إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود، وإعادة تقييم تعاونهم الثنائي في ملفات اللاجئين والتجارة الإقليمية.
أما دوليًا، فإن استمرار إدراج جنوب السودان في هذه القائمة قد يؤثر سلبًا على مكانة البلاد في تقارير المخاطر العالمية، ويضع تحديات إضافية أمام الجهات المانحة التي تشترط بيئة آمنة لتقديم الدعم التنموي والإنساني.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 2026، يرى محللون أن تجاوز هذا التصنيف يتطلب إصلاحًا شاملًا للمؤسسات الأمنية والقضائية، وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تُخرج البلاد من دوامة القلق الدولي المستمر.