مقالات

خيوط الأمل

رؤى تاج السر 

في خضمّ المآسي التي خلفتها الحرب، وفي مواجهة واقعٍ قاسٍ أزاح كثيرين عن مقاعد الطمأنينة والاستقرار، لا يزال هناك من يتمسّك بخيوط الأمل، ويرسم مسارات للإنجاز والعطاء.

كثير من الشابات والشباب السودانيين اليوم يشكّلون صورة ناصعة للصمود. لم تستطع الح ر ب أن تُطفئها ، ولم تهزمهم الظروف القاسية عن مواصلة الطريق نحو الحلم، وإن تعثر .

إحدى الفتيات، وقد أجبرتها الحرب على النزوح من منزلها قسرًا، لتجد نفسها في مدرسة إيواء، لم تستسلم لحالة الفقد، ولم تندب حظها. بل أحيت شغفها القديم بصناعة المعجنات والمخبوزات، وبدأت تمارس هوايتها بما توفر لديها من إمكانيات بسيطة. ولم تكتفِ بذلك، بل شاركت بمنتجاتها في أحد البازارات، لتتحوّل تلك الأيادي الصغيرة إلى مصدر عطاء وأمل، ولتثبت أن الطموح لا يُقهر مهما صعبت الظرف.

تلك الفتاة ليست حالة فريدة، بل مثال يتكرر في أكثر من مكان. فتيات وشبان لم تهزمهم الح ر ب، ولم تكسرهم ميلي شيات الجن جويد، لأن سلاحهم الأقوى كان ولا يزال الأمل.

إنهم يصنعون الحياة رغم الخراب، ويمنحوننا جميعًا درسًا بليغًا في الإصرار على الحلم، والتمسك بالقيمة، والعيش بكرامة حتى في أقسى الظروف.

هم جيل لا يُهزم، لأنه ببساطة… قرّر أن يحيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى