مقالات

وداع الأسطورة

حسن فاروق 

إذا اردت ان تتعلم معاني وقيم ومباديء كرة القدم، وعقلية الاحتراف الحقيقية في التعامل مع الواقع، والمضي قدما دون توقف طالما أن الكرة لعبة مستمرة والفيصل فيها هو القدرة على العطاء، اذا اردت ان تعرف ذلك وتتعلم منه وتعلم من يملك القرار وكيف ينفذه بعيدا عن اي حسابات عاطفية، وابتزاز رخيص بتاريخ وتضحيات، وبطولات قد تكون محصلتها صفر، مقارنة مع إنجازات وبطولات وعطاء حقيقي.

اذا اردت ان تعلم كل ذلك واكثر توقف عند نهاية مسيرة البلجيكي الاسطورة كيفين ديبروين مع فريقه مانشستر سيتي، والتي اعلن عن ختامها امس في ملعب الامارات وأمام جمهور السيتي في اللقاء الذي جمع الفريق مع بورتثموث. تابع كل عشاق ومحبي كرة القدم اللحظات الأخيرة للأسطورة مع فريقه ووسط جمهوره الذي امتلأت به جنبات الملعب وكان أمامه اكثر من هدف تحقيق مركز متقدم يضمن له التمثيل في الابطال الاوروبي، و النهاية كما يجب في حضور القائد الاسطورة ديبروين، وقد كان رغم أن القرار معلوم لكل الأطراف وتناولته وسائل الإعلام وعلق عليه اللاعب مبديا رغبته في الاستمرار الا ان الراي الفني للمدرب الاسباني جوارديولا كان قد حسم الأمر متمنيا للاعب في تصريحات سابقة التوفيق للقائد في مسيرته القادمة متمنيا له الافضل.

لم يتوقف اللاعب، واصل حتى مباراته الأخيرة بكل الاحترافية، ولم تنته الامور بأزمة داخل النادي ووسط المشجعين، غادر افضل صانع لعب في العالم، يوم بكى فيه الجميع وسبقت جوارديولا دموعه التي لم تتوقف وهو يودع احد افضل من كانوا عونا له في مسيرته مع النادي، وعلامة فارقة في مسيرة حافلة بالإنجازات جعلت من السيتي رقما صعيا في الكرة الإنجليزية والاوروبية. كرمه النادي بوضع تمثال للاعب ديبروين في الواجهة تاريخ ستتداوله الاجيال جيلا بعد جيل من محبي النادي واللاعب.

غادر دي بروين ليواصل مسيرته وحبه وووظيفته كلاعب لكرة القدم مع نادي آخر ، ويبقى السيتي ليدعم صفوفه بلاعبين جدد لمشوار قادم في بعد موسم للنسيان. هذه كرة القدم وهي دروسها المستفادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى