تقاريرمنوعات

أمجد أبو العلا: أحاول العودة إلى حِقبة السبعينات وفهم جذور الأزمة السودانية لإنتاج فيلم سياسي رومانسي

مشاوير - محمد فضل الله خليل 

قال المخرج السوداني أمجد، إنه يفتقد إلى “لمة العائلة” في العيد، متمنياً أن يكون هذا العيد، عيداً مباركاً للشعب السوداني، عقب الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخراً.

وحّل مخرج فيلم ستموت في العشرين ووداعاً جوليا، ضيفاً على برنامج “ديوان العيد” بقناة الجزيرة مباشر.

وأشار أمجد إلى أنه تربى في مدينة، ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة، وبالتحديد في حي دردق التي يتواجد فيها بيت العائلة الكبير، الذي يجمع الجد والجدة والأعمام والأخوان، مؤكداً أن الحرب تسببت في فراقهم كحال كل السودانيين.

وقال أبو العلا أن غياب وجود سينما في السودان، كان له أمراً إيجابياً وحيداً وهو عدم تناول كل قصص السودان على مّر التاريخ، ومشيراً إلى أنها متواجدة الآن ومُتاح تحويلها إلى أعمالاً سينمائية في ظل التطور الكبير والنهضة التي يشدها السودان في مجال السينما والأفلام والدرما مؤخراً.

وقال المخرج السوداني: “هناك حكاوي كثيرة منذ 2018 حتى الآن، عن تاريخ السودان الحاضر أخذت نوعاً آخر من الإهتمام، وحكايات لها أدواراً بطولية في التضحية من أجل الوطن الكبير، والسينما هي الوسيلة الوحيدة لتحليل هذه الأمر وتوضيحه إلى العالم”.

وأضاف: “إيصال صوت السودان المشرق وغير المشرق مهم جداً، فالإعلام يهتم بإيصال الجانب المشرق فقط، لكن السينما ليس لها هذه الفكرة فقط، بل تأخذ نظرة لتقديم صوت وتحليله للتاريخ مثل فيلم وداعاً جوليا، الذي سيظل يوثق لفكرة فصل جنوب السودان والإضطهاد الذي كان يجده من السودان الشمالي، وقد وجدنا قبولاً كبيراً من قبل جمهور جنوب السودان، عند عرض الفيلم في مدينة جوبا، وما أود قوله أن ما لا تقدر الصحافة أو الإعلام على فعله بشكلٍ عام السينما قادرة على فعله، وقد تحفظ للذاكرة أحداثاً لمئات السنوات”.

وأكد أمجد أن السينما في السودان توقفت منذ إلغاء جهاز السينما في بداية الستعينات وتجفيف كل شيء، وأنهم كمخرجين وسينمائيين وجيل جديد لم يتوقفوا، بل لجأوا إلى الإنتاج المشترك من أجل تسيير العمل وهو أمر لابد منه ولا حل غيره، مثل قطر التي ساعدت في إنتاج فيلم “ستموت في العشرين” والسعوديه التي ساعدت في إنتاج فيلم “وداعاً جوليا” بالإضافة إلى مصر تونس وجنوب أفريقيا وألمانيا والنرويج.

وأضاف: “في الفترة القادمة سنفقد فكرة التصوير داخل السودان، لأنك تحمل على عاتقك الأمان لكل الفرق الفنية التي ستأتي من أجل تصوير الأفلام، وقد يأخذ وقتاً ولكني متفائلاً”.

وكشف مخرج ستموت في العشرين، عن تحضيره لفيلم قادم من إنتاجه وإخراج محمد العمدة، يحمل إسم “كارت أزرق” يتحدث عن نازح سوداني من الخرطوم إلى العاصمة المصرية القاهرة ويتعرف إلى صديق مصري ويبدأن في حلم الهجرة إلى أوروبا، ولكن يدخل في جدلية البقاء والإستقرار في مصر أم المواصلة رحلة اللجوء إلى الغرب، وتتخللها أحداثاً درامية، ويقول عنه: “هناك عدد من أفلام النزوح التي تم إنتاجها بعد حرب فلسطين وسوريا واليمن ولبنان، ولكن النازح السوداني له صفات مختلفة جداً، ويشير إسم الفيلم إلى كرت مفوضية اللاجئين في مصر، وسنبدأ تصوير الفيلم في ديسمبر القادم”.

وأردف: “تجربتنا المحلية هي التي أوصلتنا إلى العالمية، لأنها أفلام مختلفة في كل شيء، والآن فيلم وداعاً جوليا سيُعرض في الصين بعد كل الجولات في الصالات التجارية في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا وهذا نجاح كبير، وكذا الحال لفيلم ستموت في العشرين، الذي كان في صالات ودور العرض بالخليج وتونس والمغرب ومصر، وبالتالي كل هذه الأفلام ذات أفكار محلية بحته ولكن وصلت إلى العالم وتقبلها ووصلت إلى 62 جائزة عالمية حتى الآن”.

وأوضح أبو العلا إلى أنه يعمل أيضاً على كتابة قصة جديدة عن حرب السودان وخاصة فتح السجون، وقصة أخرى عن أب يحاول إنقاذ إبنته في أيام الحرب الأولى وسط كل الجنون الذي يُحيط به، كما يفكر في إنتاج فيلم أبيض وأسود سياسي رومانسي، ويقول عنه” أحاول العودة إلى فترة السبعينات، ومعرفة كل المشاكل والكتابة عن جذور الأزمة السودانية، فنحن نحتاج إلى العودة للخلفيات السياسية للصراع الحالي”.

وأضاف: “لدي مشروع آخر وهو تحويل رواية مسيح دارفور للروائي عبد العزيز بركة ساكن”.

وأضاف أيضاً: “تاريخ السودان الحديث منذ الإستقلال وحتى الآن معقد، والسينما هي التي تستطيع تقديم كل ذلك في قالب بسيط يسهل فهمه”.

وإختتم المخرج السوداني أمجد أبو العلا حديثه إلى برنامج ديوان العيد بقناة الجزيرة مباشر قائلاً: “بلا شك الحرب شيء قبيح جداً، وأنا متضايق جداً من هذا الصراع الذي يحدث الآن، والخروج من هذا المأزق هو الإستماع إلى كل أحد، وأتمنى أن نستوعب بعض ونخفف من كلمة التخوين التي نتراشق بها فيما بيننا، وهناك الكثير من العمل الذي يقع على عاتق رئيس الوزراء الجديد السيد كامل إدريس، في تهيئة المناخ ذلك”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى