
في الدنيا دي في ناس مُتعبين شديد، السبت عندهم مرتين في الأسبوع، آخر الشهر عندهم 5 مرات في الشهر، وحصة الإنجليزي في الجدول عندهم دبل، وشارعهم فيه كلب سعران، وسيد الدكان عندهم ما بسلِّف وما عنده طحنية، أي حاجة عندهم صعبة، الواحد فيهم أكعب من وجع الضرس، على الأقل وجع الضرس دا ممكن تثبِّتهُ بي مسكِّن، بي قرنفلة، بي جان كلود، لكن ديل تثبِّتهم بي شنو؟ ديل قطر ما يثبِّتهم.. مويتهم قاطعة وبيتهم فيه لمبة واحدة، شكلتهم مُـدوِّرة الأسبوع كله مع الجيران.. وماسورتهم مكسورة في الشارع.
في ناس صعبين، الواحد فيهم لو حضر معاك مباراة بتتغلب أربعة، لو حضر معاك المسلسل، الكهرباء بتقطع، لو إتغدى معاك بيجيك (تسمم)، لو ضربوا ليك تلفون بقولوا ليك خبر وفاة.
في ناس بقعوا ناصية في الدنيا.. أول شارع خليه، تاني شارع خُش يمين، تلقى الواحد فاتح خشمهُ متل اللجنة المنبثقة.
في فترة من الفترات، كان أي واحد عمل ليه لجنة منبثقة وقعد يأكل منها ـ أي مسؤول عمل ليه لجنة منبثقة وعيّن أعضاء اللجنة من أفراد أسرته.
اللجنات المنبثقة كانت أكتر من الركشات.
في ناس متعبة، عندهم قدرة على أن يلاقوك من الصباح، وفي شارع قدر ما تغيِّرهُ يلاقوك فيه.. الواحد منهم مقسم على 45 شارع، في وقت واحد تلقاهم في 45 شارع مختلف، خريطة قوقل ما بتلمّهم.
واحد من الجماعة المتعبين ديل مشى على الدكتور، الدكتور عاين لنتيجة السنة الحائطية، وعاين ليه ـ في دكاترة بعاينوا في النتيجة المعلقة في الجدار ما عارف السر في ذلك شنو؟ وما هي علاقة النتيجة المعلقة في الحائط بالزول العيان، أموت أنا وأعرف العلاقة شنو؟ الدكتور بعد ما عمل (البروتوكول) دا عاين في النتيجة سمح، ثم نظر للمريض ـ قال ليه بتشكي من شنو؟
صاحبكم قال للدكتور والله يا دكتور أنا أسه ما بشكي من حاجة، أنا زي الحصان لكن بكرة ما معروف يحصل شنو؟ في البلد دي الواحد أحسن يشكي مقدماً.
الدكتور جبد ليه ورقة (زي حركة مهند الطاهر لمن يبدل الكورة من كراع لي كراع عشان يسدِّد)، وقال ليه تمشي تعمل الفحوصات دي، فحوصات بتاعة كم وعشرين فحص.. القلب، الدم، وظائف الكُلى، الغدد الدرقية، الغدد المخاطية، الغدة النخامية، ما خلى ليه غدة حايمة ـ الرأس ووظائف الكبد، الدكتور عمل مسح شامل، مشط المنطقة كلها خوفاً من الخلايا النائمة، ردموا ليك فحوصات لدرجة قال ليه تحلل لي لعاب الكلب الذي قابلك قبل 13 يوماً في زقاق ضيق، أنا شاكي في (سُعر)، كأنك (سعران).. الدكتور قال ليه بصراحة أنَـا مُشتبه في (حالة سُعر).
زولكم إتوهم، وقال للدكتور يا دكتور لكن أنا الكلب دا ما عضاني، الكلب دا (هوهو) فيني ساكت. الدكتور قال ليه ما في مشكلة برضو تعمل الفحص عشان في (سُعر) بنتقل في هذه الأيام بـ(الهوهو). صاحبكم قام يرجف تقول ضيع ليه ضربة جزاء، وبقي كل يوم نازل من معمل وطالع على معمل، بقي ضعيف قصبة بس.. بقول للناس، خلاص أنا أيامي معدودة في الدنيا بقيت زي آخر كرت في الجرة.
الكلام حوله كتر، في ناس قالوا ليه إنت بقيت زي سواق القندران البقي يسوق ليه ركشة.. اتدهورت والدنيا قلبت ليك وشّها. والدنيا دي وقت تقلب عليك (عجلتك) يشفشفوها منك.
بعد ما عمل الفحوصات الدكتور ما قصّر معاه، طلعهُ ليك عندهُ مشاكل في القلب ومشاكل في الكُلى ومشاكل في الكبد، ومشاكل في الغدد، ما خلى ليه غدة.. قال ليه يا زول إنت كنت شغّال كيف؟.. سكري وضغط، وقلب وكُلى، إنت عايش كيف؟
أي دكتور تمشي ليه يقول ليك إنت عائش كيف، خاصةً دكاترة برّه، الغريبة بعد ما تمشي ليهم ما بتعيش كتير.
لمن تمشي لي دكتور ـ خاصةً إذا كان هذا الدكتور برّه البلد، بجتهد شديد عشان يطلع ليك تشخيص الدكتور السابق ما صحيح ـ أول حاجة بقول ليك أعمل لي فحوصات جديدة، تبدأ من أول وجديد، وكل دا عشان يشوف ليه مرض جديد. تأكد أن المرض البتمشي ليه بيهو، بشوف ليك مرض غيره.
صاحبكم اتوهم، هسه بقى رأسه ما قادر يرفعه، الحبوب والأدوية بجيبوها ليه المساء بي درداقة وبشيلوها منو بي درداقة.
الدِّرِبات الركّبوها ليه تملأ خزان الروصيرص.
عمكم بعد ما كان مشغِّل ليه (20 مشروع)، بقى هسه المروحة ما بقدر يشغِّلها.
يا ولد أفتح المروحة، يا ولد أقفل المروحة، يا ولد جيب لي مويه، شيل الصينية وين الإبريق؟ أمك مشت وين؟
حالته بقت صعبة، ونحن تحت تحت قلنا عليه يستاهل، الزول يكون نصيح وزي الحصان براهو يمشي يفتش للدكاترة، والدكاترة ديل أي زول بمشي ليهم بي كرعينو، يطلع منهم بي نقّالة، أصلو ما في زول بمرق منهم ساكت.
طبعاً نحن بتكلم عن دكاترة النص نص، والوهم أخطر من المرض.. عشان في دكاترة كمان تمشي ليهم ملجن تطلع منهم زي العريس، في دكاترة عياداتهم مثل صوالين الحلاقة، لمن تدخل ليهم بتصغر (10) سنوات ـ وهذا عشان ما ننكر فضل الدكاترة الشُّطّار، وأي مهنة طبعاً فيها كدا وكدا.
بطولة كأس العالم للأندية التي تُنظّم في الولايات المتحدة الأمريكية، أثبتت لي عدداً من الحاجات.
أول حاجة أثبتتها لي تلك البطولة ـ أثبتت ليّ لماذا كرة القدم ليست هي اللعبة الشعبية الأولى في أمريكا ـ الناس ديل ما عندهم مباراة بتكتمل، والجو عندهم صعب.. والمدرجات فارغة، رغم أنّ ميسي يلعب هنالك.
المباراة تكون شَغّالة، الحكم يوقف المباراة، تقول في شنو؟ بقولوا ليك في عاصفة متحركة ـ الأرصاد حذر منها وهى على بُعد 10 كيلو مترات من الملعب. يقوم الحكم يوقف المباراة ـ في أمريكا ناس الأرصاد بيستدعوا الحكم أكثر من حكم تقنية الفأر.
عندما يتم إيقاف المباراة بخلوا الملعب والمُـدرّجات، الاستاد في دقائق يصبح (خالياً).
الناس ديل بذكِّروني حالة المطرة عندنا، مرات بتكون نعسان وتعبان، تطلِّع سريرك في الحوش، تقوم المطرة تنقط.. (زي ناس المريخ)، وناس الكهرباء بكونوا مُنتظرين أول نقطة بفارغ الصبر عشان يقطعوا الكهرباء.
تنقِّط تشيل لحافك وتدخل، المطرة تقيف. ترجع الحوش، تنقِّط تاني. تشيل اللحاف وتدخل جوّه، تسخِّن معاك، تطلع بعد ما تقيف، أول ما ترقد تنقِّط تاني، تدخل تقيف، تمرق المطرة تنقِّط. الليل كله إنت بتكون في الحالة دي شايل لحافك متل مرافق المريض، لغاية الشمس تشرق.
الحالة البتحصل علينا في الخريف قاعدين نشوفها بتحصل في أمريكا الآن وهي بتنظم بطولة كأس العالم للأندية.
الشئ الثاني الذي كشفته لنا هذه البطولات، هي الفروقات الكبيرة بين الأندية الأفريقية والأوروبية وأندية أمريكا اللاتينية.
نحن ناس الأهلي ديل غاشننا ساكت، صحيح هنالك فروقات بيننا وبين الأهلي المصري ولكن هذه الفروقات الأهلي جابها (سلفقة) ساكت.
الأهلي المصري وهو فريق أفريقي بيلعب في أجواء صعبة في أفريقيا وفي مصر، مشى أمريكا يشكو من الجو.
الأندية الأوروبية التي لا تلعب في درجات حرارة عالية، بتلعب في أمريكا عادي، والأهلي بيشكو من الطقس.
حتى الملاعب التي لم يشكُ منها باريس سان جيرمان الذي جاء من ملعب حديقة الأمراء، ولم يشكُ منها مانشستر سيتي وريال مدريد ويوفنتوس، بيشكو منها مدلل الاتحاد الأفريقي الأهلي المصري.
والأهلي اعتاد على ذلك، لأنه يشكو في مصر من الملاعب، فهو لا يلعب في بورسعيد ولا في الإسماعيلية، ذهب لأمريكا ليشكو من ملاعبها.
وفي أفريقيا يلعب الأهلي أمام الهلال في الملعب الذي يحدده هو حتى بعد أن ابتعد الهلال عـن ملعبه في أم درمان.
هذه العادة اصطحبت الأهلي في أمريكا، لهذا، كان يشكو أثناء البطولة كلها من الطقس ومن الملاعب.
مع أنّ الأهلي في أضعف مجموعة، خرج من المرحلة الأولى واحتل المركز الأخير في مجموعة تضم إلى جانبه إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي وبالميراس البرازيلي.
ورغم الصفقات التي أبرمها الأهلي، ومع المدرب الجديد، إلا أنّـه لم يحقق أي انتصار في البطولة، وقد خرج من المنافسة بعد أداء ضعيف.
نحن قاعدين نغش نفسنا، الأهلي فريق عادي وهو عندما تتوفر العدالة بنكشف، لذلك علينا أن نضع الأهلي في حجمه الطبيعي. نحن بنعطي الأهلي أكثر مما يستحق، الأهلي بيهزمنا نفسياً.
ومثلما ظهر الأهلي على حقيقته، ظهر كذلك الوداد، وظهر الترجي، أندية عادية تنتصر علينا بسبب العامل النفسي.
سوف أعود لأكتب مفصلاً عن هذا الموضوع، فقدت قصدت الإشارة هنا، عشان نتحرّر من معتقدات نضعها عن الأهلي المصري فتهزمنا معتقداتنا وليس الأهلي.
في الأهلي والترجي وحتى الوداد هنالك عناصر جيدة وإمكانيات ممتازة، لكنها تخسر أمام الأندية الأوروبية وأندية أمريكا اللاتينية، لأنّ تلك الأندية لا تضع اعتباراً للأندية الأفريقية، في الوقت الذي نجد أنّ هنالك هشاشة نفسية لأندية أفريقيا عندما تواجه تلك الأندية، هشاشة مثل هشاشتنا النفسية عندما نواجه نحن الأهلي والترجي والوداد وصن داونز!!
علينا أن نكسر هذا الشعور ونتغلّب أولاً على العامل النفسي الذي يهزمنا عندما نلعب أمام تلك الأندية.
علينا أن نتخلّص من الهالة الكبيرة التي نمنحها لأندية لا تستحق.
إذا لم نتغلّب على تلك الأندية ثقافياً، لن نتغلّب عليها رياضياً في الملعب.
إنّك تشعر بالخجل، بل وتشعر بالحسرة عندما تشاهد أندية تسيطر على كل البطولات بهذا الضعف والتوهَــان.
إذا أردنا أن نتغلّب على الأهلي، علينا أولاً أن نتغلّب عليه نفسياً.
المُضحك أنّ هنالك مَن يضع الأهلي نموذجاً ويطالب بالاقتداء به وهو نادٍ لا يستحق أن يكون أُسوةً، لأن بطولاته قائمة على اللف والدوران، ولأنّ الأهلي ضعيفٌ جداً عندما يلعب في البطولات العالمية.
سوف أتحدّث عن ذلك لاحقاً مصطحباً معي التغطية الإعلامية التي غطت مشاركة الأهلي في مونديال الأندية، فكانت تغطية مُضحكة للغاية.
…
متاريس
أوصِّي الهلال بالمواهب الوطنية ـ أتمنى أن لا يهمل اللاعب الوطني، والهلال في التسجيلات القادمة على الأقل مفروض يسجل ليه 5 لاعبين وطنيين.
هنالك أسماءٌ موهوبة ولفتت الأنظار لا نريد أن نكتب عنها الآن.
هنالك لاعبٌ سمعت عنه كلاماً ممتازاً، وقد علمت أن عضو مجلس الهلال ونائب رئيس القطاع الرياضي عوض طــارة رصد اللاعب.
أتمنى أن تُكَلّل خطوات عوض طارة بالنجاح ويضم اللاعب، خاصةً أن اللاعب أشاد به خالد جوليت وفتحي قبيلة.
تفاصيل أوفى عند الزميل محمد الجزولي.
لا تهملوا العنصر الوطني.
الهلال يحتاج إلى زاد إضافي في الرصيد الوطني.
التأهيلي يمكن أن يكون فيه أكثر من موهبة.
وهنالك مواهب أخطر، أنديتها لا تلعب في التأهيلي.
…
ترس أخير: كِــدَا وصلَــت؟!