منوعات

إلى حبيبتي الخرطوم بعد نهارٍ آخر مضنٍ وطويل

أمجد الشعرابي (*)

إلى حبيبتي الخرطوم بعد نهارٍ آخر -مضنٍ وطويل- شارك فيهِ فنجان القهوةِ السادة، لوعتي لها.. وشغفي نحو أحوالها: 

يجدكِ تتوسدين بِجراحكِ الصبر، وخوفي كل خوفي أن تَملِّين الانتظار.. 

كعادتي مُنذ تلوِيحةِ الوداعِ المرتجِفة، وتراجيدية المشاهِدِ الأخيرة.. لم تسقط عن ناظِري ملامُحك الأولى.. ولم أعتد لونُ المطاراتِ الباهِتِ، واِزدهارُ المنافي والمدنِ البعيدة.. 

لو مدارات نجمي ضلَّت وسِكة السفر استحالت..

غُربتين وزحمة مسافات يا موطن الرِفاق.. وونِيسة المشاوِير الفردية.

وحشة لكل المشاهد العادية.. الرتيبة.. المُعادة، لوحة صباحاتك، وزحمة نهاراتك.. وملمات العصارِي.. ومساءاتِك الضاجَّة أحياناً.. والهادِئة أحايين أُخرى.. 

كل المدن ما بتشبهِك..

أنا الذي كلما توهتنِي قدماي على أرصِفةٍ جدِيدة، شدَّانِي الحنِينُ باحِثاً عن ( شارع المطار.. والسِتِّين، وزحمة السوق العربي منتصف النهار..) 

أنا الذي كلما أيقظتني شمسُ صباحٍ سألتها عن موعد إشراقها في الخرطوم.. 

أرجِيني في موعد قريب.. وإياك تملِّي الانتظار، بكل تفاصيلك.. ببساطة ناسك ولوعتهم، بالحافلات البتطرز شوارعك كل يوم.. وزهرات الرزق على أطراف الطريق.. 

يا مكامِن خوفي والشوق والحريق.. 

الثامنة والنصف مساءً

الغربة، بعيداً عن الوطن.. خوف من الدرب الما عليك.. 

 

شاعر وكاتب سوداني (*)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى