مقالات

اتحاد القضارف.. ومحمد جني.. تعظيم سلام..!!

يس علي يس

ومن لا يعرفون تقاطعات وصعوبة العمل في الرياضة في القضارف، يظنون أن موسماً سهلاً قد انقضى، وأن الاتحاد المحلي لكرة القدم بالقضارف، أنهى موسمه وهو “خالف رجل على رجل” وبالشوكة والسكين، ولكن الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرين أن هذا الموسم الاستثنائي يعد واحداً من أصعب المواسم التي مرت على الاتحاد، وعلى الأندية في ذات الوقت، لما يدركه الجميع عن الظروف التي يمر بها السودان عموماً، والقضارف باعتبارها من ولايات التماس على وجه الخصوص..!!. 

قاد الاتحاد المحلي موسمه وسط أمواج متلاطمة وظروف معقدة، وإشكاليات ومشاكل تفرزها بعض التصريحات وبعض الأفعال، فتعكر صفو القيادة، وكان ذلك يحتاج إلى حكمة، وإلى عقول ترتق الفتق، وتتنازل لأجل المصلحة العليا والعامة، فكان الموسم رغم استثنائيته جميلاً ومرتباً وأنيقاً، ولعله كان مرضياً للجميع، ومنصفاً كذلك لهم..!!. 

لا أدعي أنني شاهدت جميع مباريات الدوريات الثلاث ولا حتى معظمها، شاهدت عدد قليل من المباريات بالاستاد، وكنت حريصاً خلال مشاهداتي القليلة على أن أعيش دور المتفرج في الملعب، وكيف يكون إحساسه، من خلال المقاعد الجديدة التي تم تركيبها بالمقصورة الرئيسية، ثم طفت على المدرجات الشعبية القاسية ونكهة المباريات، وعشت فيها أجواء الخريف والأمطار “البتحمي القعدة”، كيف لا وأمطار القضارف دخلت في كثير من الأغنيات السودانية الجميلة، وللحقيقة لم أشعر بالمعاناة في الاستاد، ولا في معدل الرؤية الليلية بالكشافات العتيقة، وهو مجهود يحسب لهذا الاتحاد بقيادة المهندس عبد الرحمن التهامي، والمهندس مرتضى دياب، والأستاذ حسن محجوب المحامي، والأستاذ مرتضى أحمد البشير، والأستاذ طارق عبد الله حمد أمين المال، والحاردلو ، وخالد عطا، ومحمد علي الطاهر وأنور جمعة، وقد بذلوا مجهوداً وافراً من أجل أن يبقى هذا ممكنا..!!. 

وفي هذا الخضم لا يمكن أن ننسى رجل كان هو “الساعة السويسرية” التي ضبطت كل هذا “بالملي”، إعلامي ناشئ بعقلية تنظيمية مهولة، وصبر يفوق كل التوقعات والممكن والمستحيل، كان هو عراب كل الأشياء الجميلة التي تحدث في ملعب القضارف، بدءً من عشقه للكاميرا والصحافة، حيث يحرص على نقل نتائج المباريات بصورة احترافية يتفوق فيها حتى على الكثير من الإصدارات الصحفية المحترفة، وينقل صورة بجودة عالية وبروح فنان قبل أن يكون مجرد تغطية لخبر يختار قصصه الخبرية من الصورة، بعد أن يؤدي قداسة الخبر، ثم إنه عراب ومخرج الجوائز الفردية لنجوم المباريات، وهو مخرج الإبداع في مهرجان ختام الدوري..!!. 

بكل هذا أحدثكم عن الحبيب الصديق المؤدب المهذب “محمد جني”، عضو المكتب الإعلامي للاتحاد المحلي بالقضارف، وهو شاب صغير السن بإمكانيات كبيرة، ستتلقفه الإصدارات قريباً وسيكون له شأن كبير في المهنة لأنه نقي الدواخل، غير ميال للهتر والإساءة والتجريح، واضح وضوح الشمس، وقادر على صياغة أخباره وإنتاج الفيديوهات بصورة احترافية، وعليه أن يلتفت لنفسه قليلاً ليحجز مكانه بين كبار صناع المحتوى “في البلد دي”..!!. 

ولعل نصيحتنا لاتحاد القضارف بأن يعضوا بالنواجذ على الحبيب محمد جني، وأن “يبقوا عليه عشرة” فمثله لا يأتي إلى هذا الكوكب إلا كل “خمسمية سنة”..!!. 

ولا ننسى أن نرفع القبعات للكوتش محمد عبد الجبار فريني، الذي جاء به النزوح إلى قضارف الخير، فوضع بصمة لا تخطئها عين، وتجده دائماً في ملاعب الناشئين، لمنحهم خبراته ويقدم لهم عصارة تجاربه، ولعل ما وصل إليه الصوفي في هذا الموسم وضع أساسه فريني، وله فضل أن يقطع الوداد نصف المشوار نحو البقاء بالدرجة الأولى لولا التدخلات التي أفسدت كل شيء وأطاحت وداد الأمة من الدرجة الأولى، وفريني تذكره أندية شمال القضارف بكل خير فقد وقف معها كما وقفت معه، وكان نعم العون والسند لها، فهو يستحق منهم تكريماً يليق بحبه لهم..!!. 

انتهى موسم كبير وجميل بالقضارف، ونحن الآن نصفق لكل صناع الانتصار هذا، ونهنئ أندية الصدارة في الدرجات الثلاث، ونتمنى العودة للمغادرين، ونرفع القبعات احتراماً وتقديراً للجهد الكبير الذي قدمه اتحاد القضارف لانجاح الموسم وإنقاذه، وتحايا مضاعفة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة على كل وقفة جعلت من ملاعب القضارف شعلة من النشاط في فترات التوقف الطويلة..!!. 

شكراً جميلاً اتحاد القضارف على هذا الجمال..!!. 

اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!

أقم صلاتك تستقم حياتك..!!

صلّ قبل أن يصلى عليك..!!

ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى