
في حاجات في حياتنا ما بنشوف عظمتها إلا بعد ما تختفي ونفقدها بنتعود عليها، وبعد دا بنبدأ نعاملها كأنها حق مستحق.
نصحى نلقى بيتناسنا حوالينا، أمان، طفل بيضحك، زوج أو زوجة واقفين جنبنا، شغل بنمشي ليهو، أصدقاء بيسألوا مننا، شخص محب ومعطاء.
لكن مع الوقت
النعمة بتتحول لحاجة “عادية”، ونبدأ نزهج، نشتكي، نقلّل من قدرها، من غير شكر، من غير اهتمام، من غير ما نحافظ عليها
كأننا ضامنين تبقى
لكن الحقيقة؟
ما في شي مضمون، لا الأمان دائم، لا الناس قاعدة، لا الصحة ثابتة، ولا البيت بحميك لو قلوبكم اتفرّقت.
النعم ممكن تختفي، تروح فجأة
والوجع الحقيقي
لمن تتذكر إنك كنت عايش فيها، وماكنت عارف وحاسي بنعيمعا وما شكرت وماحافظت وممكن كمان تكون تكبرت وتعاليت عليها.
النعمة ما بس في الماديات
في ناس عندها صحة وما مقدّراها، في ناس عندها أهل لكن ما بتسأل، في ناس عندها شريك حياة، بس شايفة عيوبه وبس، في ناس عندها بيت وما مقدراه، في ناس عندها شغل لكن بتمشي ليهو وهي متضايقة وتلعن فيه
دا جحود ناعم، ما ظاهر بالصوت العالي، لكن واضح في التصرف.
خليك عارف إنه النعم دي ما جبتها بشاطرة وفلاحة منك دي رزق ربنا اختصاك بيهو وتستوجب الشكر والحمد، وشكر مش بس باللسان، الشكر في الاهتمام، في الحفاظ،
في إنك تعيش اللحظة وتقدّرها، وتعرف إنه ممكن في لحظة تبقي مافي.
في النهاية
ما تستنى النعمة تمشي عشان تحس بيها، ما تتعود عليها لدرجة الجحود،
وما تتعامل معاها كأنها مضمونة.
العادي الفي بيومك… دا ذاتو نعمة، بس إنت ما شايف.
* مذيعة وإعلامية سودانية