تقارير

معدل وفيات الكوليرا في مدينة النهود صادم وسط انعدام الرعاية الصحية 

تقرير - منهاج حمدي

على ما يكابدونه في ظل الحرب والجوع، تأتي الأوبئة لتفاقم من معاناة سكان مدينة النهود بولاية غرب كردفان، خلال وقت تنعدم فيه الأدوية والمحاليل الوريدية، وكذلك المواد الغذائية ومياه الشرب والرعاية الصحية، مما أدى إلى حدوث وفيات عدة نتيجة انتشار وباء الكوليرا في المدينة وغالبية القرى المجاورة. 

تتزامن هذه التطورات مع تدهور الصحة البيئية بسبب تلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة والنفايات ومخلفات الحرب، فضلاً عن أزمات الكهرباء والمياه ونفاد السلع الغذائية. 

مستشفى الأبيض

استغاثة عاجلة 

إلى ذلك، أطلق المجلس الأعلى لشؤون دار حمر نداء استغاثة بشأن تفشي وباء الكوليرا. 

وطالب المنظمات الصحية المحلية والدولية ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني بضرورة التحرك العاجل لحل الأزمة الإنسانية بصورة عاجلة. 

وأشار إلى أن “هناك كارثة صحية مهددة للحياة تتمثل في وباء الكوليرا، الذي حصد عدداً كبيراً من القرى في شمال وغرب كردفان، وتسبب في وفاة أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن، كما تسبب في إصابة عشرات الحالات وخروجها عن السيطرة في عدد من المناطق.

وتابع : وردت إلينا تقارير ميدانية متفرقة عن تفشي المرض في قرى دار حمر بصورة كبيرة، مع غياب تام للتدخل الرسمي من وزارة الصحة أو الجهات المختصة، وضعف الاستجابة من المنظمات العاملة، الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين ويهدد بكارثة إنسانية وشيكة.

وأوضح “شملت حالات الإصابة في مناطق متعددة في شمال غرب كردفان، وتحدث الشهود عن التدهور المريع في الوضع الصحي إلى جانب الضغوط النفسية المترتبة من فقر وجوع في ظل تفاقم الحرب وانعدام مقومات الحياة ومضاعفاتها.

وإزاء هذا الوضع، فإننا نقرع أجراس الخطر، ونحذر من أن هنالك كارثة وشيكة، لا تُعالج بالتهوين ولا بالإهمال ولا دون وازع من ضمير.

مستشفى الأبيض التعليمي

قلق وأزمات 

تقول المواطنة فايزة حسين التي تسكن داخل مدينة النهود لمنصة (مشاوير) إن “الوضع الصحي كارثي ومأسوي، إذ توقفت غالبية المستشفيات عن العمل، إضافة إلى النقص في المعينات الطبية والأدوية، وكذلك لا تتوافر وسيلة لإنقاذ حياة المرضى بسبب انعدام الوقود ووسائل النقل. 

وأضافت أن والدها نقل رفقة مئات المرضى الآخرين من إحدى القرى إلى مركز صحي يعاني انعدام معينات الحياة كالأكل والشرب والكهرباء، كما يصعب ازدحام المرضى والمرافقين تقديم الخدمة لمن يحتاجون إليها. 

وكشفت عن أن “ستة مرضى توفوا خلال يوم واحد بسبب نقص المحاليل الوريدية وعجز أسرهم عن توفير الأدوية، كما أن الأوضاع الصحية لعشرات الحالات مقلقة إلى حد كبير.

 

انعدام المحاليل الوريدية 

على الصعيد نفسه، قال الناشط الاجتماعي مؤمن عبد الله لمنصة (مشاوير) إن “الأزمة الحالية لا ترتبط بقصور في الرعاية الصحية فقط، بل بتلوث غير مسبوق في مصادر المياه وانعدام تام للبنية التحتية للصرف الصحي، مما جعل بيئة انتشار المرض مثالية وخطرة إلى حد مرعب. 

وأردف، “يحتاج مريض الكوليرا في مدينة النهود إلى ما بين “15” و”20″ محلولاً وريدياً يومياً، وفي ظل الأوضاع الحالية لا تتوفر سوي بضع عشرات.

 وأشار عبد الله إلى أن “هناك حالات وفاة لأطفال نتيجة انقطاع الأدوية، وآخرون لقوا حتفهم بسبب عدم وجود محاليل وريدية. 

 

تزايد أعداد الوفيات 

من جهته قال المحامي آدم النضيف الذي يسكن داخل مدينة النهود إن “الحالات منتشرة بصورة كبيرة وسريعة، وقد تجاوزت العدد الآن “400” حالة إصابة بالكوليرا من جملة “64” حي في مدينة النهود، وقد سجلت الإصابات في “21” حي في المدينة، وبعض الأسر أصيب كل أفرادها، كما أن معدل الوفيات مرتفع للغاية، إذ تم قبر (20) شخص يوم “الجمعة”. 

وأضاف “معدل الوفيات اليومي ارتفع إلى 25 في المئة إلى 30 في المئة، ولا يوجد تدخل حتى الآن من أية جهة حكومية أو منظمات إنسانية، علاوة على انعدام الرعاية الصحية والأدوية. 

 

نقص الرعاية الصحية 

في ذات السياق، أوضح المدير التنفيذي لمحلية النهود منعم حامد منعم أن “الوضع الصحي في مدينة النهود كارثي للغاية، والسكان في حاجة عاجلة للرعاية الصحية. 

وأشار إلى أن “المستشفى استقبلت في اليوم الأول فقط (55) حالة وفاة، وفي اليوم الثاني “200” حالة، وفي استقبلت المراكز الصحية “150” حالة. 

وتابع : في ظل التحديات الأمنية نفتقد الأدوية والمحاليل الوريدية، إضافة إلى المضادات الحيوية خصوصاً بعد تعرض صيدليات المدينة للنهب والسلب بالكامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى