
في مباراة حبست الأنفاس، حجز منتخب المغرب بطاقة التأهل لنهائي كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين، ويُواجه المغرب في النهائي نظيره منتخب مدغشقر مفاجأة الدورة في مباراة ملغومة ومفتوحة على كل الاحتمالات .
ضرب المنتخب المغربي موعدا مع نظيره من مدغشقر في نهائي كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين، عقب تخطي الأول عقبة المنتخب السنغالي بركلات الترجيح، فيما أنهى الثاني مغامرة المنتخب السوداني بهدف دون رد في دور النصف.
وسيتواجه المُنتخب المغربي المتوج بنسختي 2018 و2020 مع مدغشقر الباحثة عن لقبها الأول يوم السبت (30 أوغسطس 2025) في العاصمة الكينية نيروبي.

مباراة ملغومة!
وعلى الورق، تبدو طريق المنتخب المغربي مُعبدة نوعا ما للفوز بلقب البطولة مرة أخرى، والصعود إلى منصة التتويج، وإرسال إشارة واضحة أن كرة القدم المغربية تعيش في السنوات الأخيرة قفزة نوعية، كان أبرزها بلوغ المنتخب المغربي نصف نهائي كأس العالم في قطر، كأول منتخب أفريقي يصل إلى ذلك الدور المتقدم.
ويمتلك المغرب كل المقومات للفوز بالبطولة، خاصة وأنه يتوفر على تشكيلة قوية أظهرت قدرة كبيرة على تحمل الضغوطات، والتعامل بمرونة مع طبيعة كل مباراة، كان آخرها أمام المنتخب السنغالي، الذي كان ندا قويا للمغرب، وفرض عليه الذهاب إلى ركلات الترجيح.
ويصطدم المغرب في النهائي مع مدغشقر في مباراة ملغومة. فمنتخب مدغشقر وصل إلى النهائي ويريد مواصلة صناعة التاريخ، ورفع كأس البطولة لأول مرة في تاريخه.
ويدرك منتخب مدغشقر أنه أمام فرصة حقيقية لبلوغ هدفه، لا سيما وأن بلوغ النهائيات الإفريقية لا يتكرر في كل دورة، ويخضع لعوامل متداخلة بينها: الحظ، قوة المنتخب، مستوى المنتخبات المنافسة وغيرها.
ورغم أن كفة المهارة تميل نوعا ما للمنتخب المغربي، فإن ذلك لا يُقلل من قيمة منتخب مدغشقر، الذي أظهر لاعبوه على مدى البطولة روحا قتالية كبيرة، ورغبة في الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه البطولة.

السكيتوي..مدرب قادم بقوة!
ويعود فضل بلوغ المغرب نهائي البطولة -يعود- في جزء كبير منه إلى المدرب طارق السكيتوي، الذي استطاع في وقت وجيز تكوين منتخب مُنسجم، وزرع فيه روح قتالية كبيرة، رغم صعوبة المهمة.
وعانت قائمة طارق السكيتوي من غيابات بالجمة عن البطولة. وقال المدرب المغربي في تصريحات لوسائل إعلام محلية :”كنا نتوقع غياب لاعب أو اثنين أو حتى ثلاثة، لكن أن نفقد عشرة لاعبين، فذلك يُعقد الأمور”.
وقرر السكيتوي، الذي كان أيضا لاعبا كبيرا في القارة الأوروبية، خوض التحدي باللاعبين المتاحين له، ورفع سقف التحدي عاليا. وقال السكيتوي في تصريح خص به قناة “الرياضية” المغربية :”وعدنا لم يتغير، سنقاتل إن شاء الله للتويج بالشان والعودة به إلى المغرب”.
ويُلاحظ أن السكيتوي قريب جدا من لاعبه، إذ يعرف جيدا كيف يتعامل معه ويُخرج أفضل ما لديهم فوق المستطيل الأخضر. وما يُحسب أيضا للمدرب المغربي، هو طريقة لعبه الهجومية، التي تعتمد على كرة الجماعية، والتحلي بالصبر وعدم التسرع.

مدغشقر.. قاهر “الكبار”!
ولم يكن بلوغ منتخب مدغشقر لنهائي البطولة ضربة حظ، فقد أثبت هذا المنتخب الإفريقي الصلب أنه قاهر كبار هذه الدورة بامتياز.
وأقصى منتخب مدغشقر البلد المضيف كينيا بركلات الترجيح في دور الربع. وكان المنتخب الكيني قد فاز على المغرب في دور المجموعات بهدف دون رد.
وواصل منتخب مدغشقر رحلته المميزة في البطولة بالفوز على نظيره السوداني بهدف دون رد في نصف النهائي.
ولعب منتخب مدغشقر نصف النهائي منقوصا من لاعب إثر طرد فينوهاينا رازافيماروا منذ الدقيقة الـ 79 . بيد أن ذلك، لم يقلل من قوة منتخب مدغشقر، الذي دافع عن حظوظه حتى آخر رمق، واستطاع أن يلدغ منتخب السودان بهدف قاتل.