مقالات

غوارديولا الفيلسوف.. الجبان!

وائل البرزة

في كل مرة يتعرض فيها مانشستر سيتي للهزيمة، أو يمر بفترة نتائج سيئة يحاول جوزيب غوارديولا أن يبحث عن أعذار لما هو فيه، دون أن يعتقد بأن المشكلة فيه!

فعلياً غوارديولا أحدث نقلة نوعية في عالم التدريب، هذا مما لا شك فيه ولا يوجد اثنان يختلفان على هذه النقطة تحديداً! 

ولكن، ما تجلى لي أنا شخصياً من مسيرة بيب “التدريبية”، أنه مدرب جبان! 

قد يكون الوصف قاسٍ، ولكنه قد يكون أيضاً حقيقياً وسأسرد بعض الأدلة على ذلك! 

بعدما نجح غوارديولا مع برشلونة وحصل على كل اللاعبين الذين طلبهم، وحين بدأت إدارة روسيل أن تتقشف بعض الشيء على طلباته، قرر على حين غرّة الرحيل وترك فريقاً لا يزال في قوته وحدته، فقط لأن الآذان لم تعد تستجيب كما السابق!

وحين قرر غوارديولا خوض تجربة ثانية في عالم التدريب، ذهب نحو فريق يلتهم الأخضر واليابس في ألمانيا، وكل ما يريده من الرجل الكتالوني أن يمكّنهُ من الهيمنة على كأس ذات الأذنين، وهو مالم يحدث البتة؛ فخرج هارباً من الباب الضيق جداً، بعدما تأكد بأنه غير قادر على ذلك!

وحين خُتمَ على جواز سفر بيب الخروج من ميونيخ، اتجه نحو أثرياء مانشستر، فأضحت طلباته أوامر، والعسل يأتيه من الملكة نفسها، لتكون النتائج مرضية للجميع حتى عام 2023!

غوارديولا الجبان نسي في شهر عسله الذي طال في إنكلترا، نسي دراسة الوقت الأنسب للخروج من مانشستر سيتي! 

فبات فريقه في المواسم الأخيرة مثيراً للشفقة في الدوري الذي تفاخر بتحقيقه في أربع سنوات متتالية، وضعيفاً متهالكاً في البطولة القارية، لا يشبه البتة السيتي ذاك الذي عاد من إسطنبول بكأسه الأولى! 

اليوم بيب بات في حيرة من أمره، يبحث عن حلول لم ولن يجدها في لاعب أو عشرة يختارهم لتدعيم صفوف فريقه، ولا في عذر غياب رودري بسبب الإصابة “دون أن يكون غيابه هو السبب”، ولا في الحكم على شاب أوزبكي (كلف خزينة النادي 40 مليون يورو لا تعني لبيب شيئاً) لا يتقن الإنجليزية فيغضب عليه لأنه لم يطبق تعليماته التي لم يفهمها، ولا في غوندوغان الذي طالب بيب نفسه تجديد عقده هذا الصيف، فيقرر بلحظة أن ينقم الإسباني على الألماني ويبقيه حبيس الدكة، ولا في حارس اكتشف فجأة غوارديولا أنه لا يصلح للعب بالقدم!

أعذار ٌعديدة ومتنوعة قد يكون بعضها مضحك وبعضها الآخر محق، ولكن ماهو واضح، أن بعض المدربين (كأنشيلوتي وفليك) يخبروك بمتعة التدريب، دون أن يكون الأمر مكلف لهم أو لأنديتهم، وبعض المدربين (كغوارديولا وكونتي) يخبرونك أن عدم دخول سوق الانتقالات بعد كل تتويج (هو تهمة كبرى) تبعاته لا علاقة لهم فيها، بل بالإدارات التي كانت بخيلة ولم تقدم لهم مجموعة من اللاعبين كل سوق، على هيئة هدية!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى