منوعات

نزال مع عنترة بن شداد.. مبارزة بين فارس الجاهليّة وفارس الحاضر

محمد إسماعيل (*)

المشهد: ساحة شعريّة، السيوف كلمات، والضربات أبيات.

عنترة بن شدّاد يُسدِّد:

إِذا كَشَفَ الزَّمانُ لَكَ القِناعا

وَمَدَّ إِلَيْكَ صَرْفُ الدَّهْرِ باعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

أُجابِهُ بالصُّمودِ وإنْ جَنى

دَهري جُنونًا لا يُطيقُ الحائِرونْ

 

فَقَلبي مَرجَلٌ لا يَنطَفي

ما دامَ في الصَّدرِ الحَنينْ

 

عنترة يُسدِّد:

فَلا تَخشَ المَنِيَّةَ وَالقَيَنَّها

وَدافِعْ ما اسْتَطَعتَ لَها دِفاعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

أرى الموتَ طَريقًا لا يَهابُهُ الشُّجاعُ

فأمضي لِلمعارِكِ ثابِتًا، والنَّصرُ لي ولَوْ بَعدَ حينْ

 

عنترة يُسدِّد:

وَلا تَختَرْ فِراشًا مِن حَريرٍ

وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

أبيتُ على الحَصى صَلدًا شَديدًا

ولا أبكي دِيارًا قد طَواها الأنينْ

 

عنترة يُسدِّد:

وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزْنًا

وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِّفاعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

دَعِ النَّوحَ لِلضُّعافِ، فَأنا أزرَعُ في القَلبِ اليَقينْ

وأجعَلُ مِن دُموعِ البأسِ نَهرًا يُنبِتُ العِزَّ الثَّمينْ

 

عنترة يُسدِّد:

يَقولُ لَكَ الطَّبيبُ دَواكَ عِندي

إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِّراعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

وما الطِّبُّ إلّا وَهمٌ أمامَ يَقينِ رَبِّ العالَمينْ

شِفاءُ الرُّوحِ صَبرٌ، لا يَراهُ الغافِلونَ الحائِرونْ

 

عنترة يُسدِّد:

وَلَو عَرَفَ الطَّبيبُ دَواءَ داءٍ

يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِّزاعا

 

محمد إسماعيل يَرُدّ:

فَمَوتُ الفارِسِ ميلادٌ لذِكرى العاشِقينْ

يَخلُدُ في الرُّ

بى صَوتًا يُنادِي: ها هُنا كُنّا صامِدينْ

 

* شاعر مصري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى