
المشهد: ساحة شعريّة، السيوف كلمات، والضربات أبيات.
عنترة بن شدّاد يُسدِّد:
إِذا كَشَفَ الزَّمانُ لَكَ القِناعا
وَمَدَّ إِلَيْكَ صَرْفُ الدَّهْرِ باعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
أُجابِهُ بالصُّمودِ وإنْ جَنى
دَهري جُنونًا لا يُطيقُ الحائِرونْ
فَقَلبي مَرجَلٌ لا يَنطَفي
ما دامَ في الصَّدرِ الحَنينْ
عنترة يُسدِّد:
فَلا تَخشَ المَنِيَّةَ وَالقَيَنَّها
وَدافِعْ ما اسْتَطَعتَ لَها دِفاعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
أرى الموتَ طَريقًا لا يَهابُهُ الشُّجاعُ
فأمضي لِلمعارِكِ ثابِتًا، والنَّصرُ لي ولَوْ بَعدَ حينْ
عنترة يُسدِّد:
وَلا تَختَرْ فِراشًا مِن حَريرٍ
وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
أبيتُ على الحَصى صَلدًا شَديدًا
ولا أبكي دِيارًا قد طَواها الأنينْ
عنترة يُسدِّد:
وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزْنًا
وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِّفاعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
دَعِ النَّوحَ لِلضُّعافِ، فَأنا أزرَعُ في القَلبِ اليَقينْ
وأجعَلُ مِن دُموعِ البأسِ نَهرًا يُنبِتُ العِزَّ الثَّمينْ
عنترة يُسدِّد:
يَقولُ لَكَ الطَّبيبُ دَواكَ عِندي
إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِّراعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
وما الطِّبُّ إلّا وَهمٌ أمامَ يَقينِ رَبِّ العالَمينْ
شِفاءُ الرُّوحِ صَبرٌ، لا يَراهُ الغافِلونَ الحائِرونْ
عنترة يُسدِّد:
وَلَو عَرَفَ الطَّبيبُ دَواءَ داءٍ
يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِّزاعا
محمد إسماعيل يَرُدّ:
فَمَوتُ الفارِسِ ميلادٌ لذِكرى العاشِقينْ
يَخلُدُ في الرُّ
بى صَوتًا يُنادِي: ها هُنا كُنّا صامِدينْ
* شاعر مصري