مقالات

الدعم السريع (ظِل من)؟

محمد عبد الماجد

الصورة المنشورة مع هذه المادة، والمتداولة على مواقع التواصل، ربما تكون الصورة الأشهر والأكثر تعبيراً عن أحداث الفاشر.

حقيقة هي صورة بألف كلمة، بل بألف مقال، بل بألف كتاب، بل بألف طلقة.. صورة ردّت كيدهم عليهم.

مع ماسأة المشهد، لكني أعجب لهذا الصمود، في كل الصور والفيديوهات التي نُشرت عن القتل والدمار والخراب، كان فيها المقتول أكثر ثباتاً وشموخاً من القاتل، لذلك عرفت كيف صمدت الفاشر أكثر من (18) شهراً بهذا الثبات، إنها مدينة تستحق جائزة نوبل للصمود، لو كان للصمود جائزة ـ نقول ذلك مجازاً ـ لكن يبقى إنسان الفاشر مصدر فخر لنا ـ ربما لا نملك لكم غير الدعاء، لكن نحنُ فخورون بكم.

في الصورة تبدو المرأة المقبلة على القتل، ثابتة وراسخة، وتبدو البنادق حتى في الظل مهتزة ومضطربة.. الغريب أنّ طفلها في ثبات الجبال، هذا الحُضن الذي يجمع بين الطفل وأمه، كأنّـه حُضن بعد غربة طويلة أو حُضن لسفر بعيد واحسبهما كلاهما كُتب عليهما قدر السفر بهذه الأيادي الآثمة.. هو حُضن شوق وحنين وليس خوفاً.

المرأة الدارفورية مثالٌ للصمود والعزة والكرامة ـ نحن كان لا يطيب لنا طعام أو شاي أو قهوة إلا من تلك الأيادي الكريمة، مثلما كان يطيب لنا وقوفاً في الصلاة دائماً أن يكون إمامنا من أبناء دارفور، ومن حَفَظَة القرآن الكريم.

تتجسّد الأمومة في المرأة الدارفورية حتى إذا كانت تصغرك سناً.. الأم مدرسة والمرأة الدارفورية كذلك.

في الصورة جنود الدعم السريع يخجلون من الظهور ويكتفون بظلالهم، وقد كانت وجوههم مُلثّمة من يومها، السؤال الذي نستوحيه من الصورة المُعبِّرة، الدعم السريع (ظِـلٌ) لمن؟ الصورة تتحدّث!!

ظل أبولولو أكثر دمويةً، فهو في الظل يبدو متوحشاً.
إذا كانت هذه الصورة ذكاءً اصطناعياً، تبقى أيضاً معبرة عن الواقع..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى