مقالات

الحرب في طريقها للخروج من دائرة النسيان؟!

الجميل الفاضل  

الآن فقط، تنتبه ذاكرة العالم إلى حرب ثالثة منسية، حرب نخرت في عظم السودان الواهن، قبل أن تدخل عامها الثالث بقليل.  

الخميس القادم، يريد مجلس النواب الأمريكي أن يستمع إلى صوت هذه الأزمة الخطيرة، وهو يتأهب لإطلاق نداء عالمي يدعو إلى التحرك.

يسبق مجلس الأمن الدولي “الكونغرس” بخطوة صغيرة، إذ من المقرر أن يناقش هو أيضًا، يوم الإثنين، الوضع في السودان.  

لكن المدهش حقًا، أن الحياة قد دبت في جسد جامعة الدول العربية، التي فاجأ مساعد أمينها العام، حسام زكي، الجميع بقوله إن الجامعة ستعزز دورها الدبلوماسي بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، عبر آلية ثلاثية تنشط لأجل وقف هذه الحرب.

إلى جانب ذلك، تُجرى تحركات أخرى خلف الكواليس، تهدف إلى إبرام اتفاق بين طرفي النزاع، كما أشارت الباحثة المصرية د. أماني الطويل.

على أية حال، يبدو أن السودان في طريقه إلى احتلال قلب الاهتمام الدولي، مع تنامي المخاطر الأمنية والإنسانية لحربه، التي قد تمتد آثارها لتهدد استقرار الإقليم والعالم بأسره.

رغم أن المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، وبأوضاع النازحين واللاجئين خاصة، قد بح صوتها وهي تعبر عن قلقها من تفاقم الأوضاع الإنسانية وارتفاع مخاطر المجاعة، إلا أن تحديات جسيمة، داخلية وخارجية، لا تزال قائمة، رغم تصاعد وتيرة تلك الجهود الدولية.

وعلى رأس هذه التحديات، بالطبع، الانقسام داخل مجلس الأمن الدولي، الذي يعوق إصدار قرارات ملزمة تسعى إلى وقف القتال أو تسهيل وصول المساعدات الإنسانية على الأقل.  

فضلًا عن تعقيدات الوضع الداخلي، التي تعرقل إمكانية التوصل إلى تسوية شاملة للأوضاع في البلاد.

المهم، أن تصاعد الاهتمام الدولي بالسودان، وإن جاء بعد أن بلغت أرواح السودانيين حلاقيمهم أو كادت، إلا أنه يعكس في النهاية إدراكًا متزايدًا لخطورة هذه الأزمة، ولتداعياتها الإقليمية والدولية المزعجة للغاية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى