مقالات

أجندة المدير الرياضي!!

حسن بشير

عندما نتحدث عن رئيس المريخ، عمر النمير، ونحمّله مسؤولية التراجع الكبير للفريق في عهده، فهذا لا يعفي بقية أعضاء مجلس الإدارة من تحمل المسؤولية. النمير هو المسؤول الأول، لأنه صاحب القرار النهائي، وهو من يدفع ويدير النادي ماليًا، وبالتالي عليه تحمّل تبعات قراراته، حتى وإن خرجت ممهورة باسم مجلس الإدارة. الجميع يعلم أن من يدفع هو من يملك الكلمة العليا في إدارة كرة القدم، لا سيما في السودان، وربما في كل مكان، خاصة الأندية التي تعتمد على الأفراد في تسييرها، كما هو حالنا!

مجلس المريخ مسؤول بشكل مباشر عن التراجع الحالي، وبالرغم من أن المجلس يضم أعضاء لديهم من الخبرات والتجارب الكثير، إلا أن حصاد كل ذلك حتى الآن يساوي صفرًا كبيرًا، كما يشهد الواقع المزري الذي آل إليه النادي في عهدهم.

صحيح أن بعض الأعضاء يبررون ضعف تأثيرهم بكونهم مجرد “كومبارس”، وأن القرارات تصدر من رئيس النادي مباشرة، وأنهم بعيدون عن ملف كرة القدم، لكنّ كل ذلك لا يعفيهم من المسؤولية. فهم شركاء في ما آل إليه الوضع بالنادي، وخصوصًا فريق الكرة، لأن من المفترض أن يضع المجلس الفريق في صدارة أولوياته وخططه. لكن الحقيقة المجردة أن لا خطط ولا أهداف موجودة في المريخ حاليًا، وهذه حقيقة دون تجميل.

الحديث عن قيام رئيس النادي بعدد من التعاقدات، وتغييره عددًا من المدربين، والتعاقد مع مدير رياضي، لا يعفيه من تحمل المسؤولية عن هذا التدهور. بل كان الأجدر به، كونه الأقرب إلى التفاصيل، أن يصحح المسار دون مكابرة أو عناد، لأن هاتين الصفتين كانتا سببًا في مغادرة رؤساء سابقين لموقعهم، بعدما رفضوا الاستماع للنصح إلا بعد فوات الأوان!

الجماهير التي دعمت النمير منذ اليوم الأول، وعلّقت عليه الآمال، هي الآن غاضبة وساخطة، وتندب حظها في الوقوف خلفه، لأنه ببساطة خذلها.

أما المدير الرياضي نادر خليل، فقد أصبح يمرّر بعض المعلومات المغلوطة لتبرير فشله في تقديم الإضافة المطلوبة في ملف الإدارة الرياضية بالنادي. تمرير هذه المعلومات لاستهداف آخرين سبقوه، مثل كمبال عبدالله كمبال وأعضاء اللجنة الفنية السابقة كالدكتور لوي وغيرهم، لن يشكل طوق نجاة له.

كمبال، سواء اتفقت أو اختلفت معه، لم يكن سمسارًا أو وسيطًا في صفقات اللاعبين، بل كان مكلفًا رسميًا من قبل رئيس النادي، ونجح، مع آخرين، في إبرام صفقات نوعية بمبالغ معقولة، خلافًا لما يحدث الآن.

فما هي تكلفة التعاقد مع الحارس التونسي علي الجمل؟ ولماذا فشل النادي في تسويق محترفه المغربي السابق أيوب البلوشي، وتركه يغادر بالمجان؟

من السهل اتهام كمبال ومن عمل معه، وتمرير معلومات مغلوطة لتجميل صورة المدير الرياضي الحالي، لكن الحقيقة أن أداء الفريق يكشف مدى سوء التخطيط في عهده.

ما هي كواليس التعاقد مع المدرب الصربي ميشو؟ وهل كان ترشيحًا من نادر خليل؟ أم تم فرضه كما حدث مع المدرب الحالي شوقي غريب؟

نادر خليل، الذي أنكر لمقرّبين صلته بتعيين مواطنه شوقي غريب، هو نفسه الذي يحاول تبرئة نفسه مما يحدث حاليًا في فريق الكرة!

بحوزتنا الكثير، ومن الأفضل أن يتحمّل كل طرف مسؤوليته، لا أن يُلصق الفشل بآخرين غادروا المشهد.

الخلاف بين نادر خليل وكمبال لم يعد سرًا، ومحاولته تشويه صورة الأخير لا تحتاج إلى كثير من الأدلة، ولدينا ما يكفي من الشواهد سنكشف عنها في الوقت المناسب.

إذا أراد المدير الرياضي النجاح، فعليه التركيز على مهامه، بدلًا من الانشغال بتجارب الآخرين ومحاولة التقليل منهم لإرضاء الجماهير التي يصعب خداعها!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى