
أثناء تصفحي للوسائط، قرأت خبرًا يفيد بأن رئيس الاتحاد العام أعلن استضافة دورة التحدي في الولاية الشمالية (كريمة – مروي) ، لكن بعد فترة وجيزة، ظهر خبر جديد على لسان نائب رئيس الاتحاد العام لشؤون المنتخبات القومية يعلن عن إقامة البطولة في منطقة الشرق (كسلا – سنار). ولم تمضِ مدة طويلة حتى ظهر رئيس لجنة المسابقات طارق عطا ليؤكد إقامة دورة التحدي في كسلا فقط!
سبحان الله، من هو صاحب القرار الحقيقي؟ ومن هو الناطق الرسمي باسم الاتحاد؟ وأخيرًا، أين الاستقرار الإداري؟
الهلال والمريخ بين التحدي والطموح
كل الشكر للإدارة والجهاز الفني واللاعبين، فقد أدوا رسالتهم نيابةً عنّا وأثبتوا أن الشعب السوداني قادر على تحقيق الإنجازات والمعجزات تحت أصعب الظروف، فلكم ألف تعظيم سلام!
حسم الهلال لقب الدوري قبل أسابيع من نهايته، في حين لا يزال موقف المريخ غامضًا. وهنا يبرز السؤال:
هل سيشارك الهلال والمريخ في التحدي بهدف المنافسة على المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال، أم ستكون مشاركتهم شكلية؟
أخشى أن يكون لقاء القمة بين الناديين بمثابة نهاية بطولة التحدي إذا أوقعتم في النشرة بالمركز الأول أو الأخير، لكن ماذا بعد تحديد الفرق الأربعة المتأهلة؟ هل سنخوض بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية بنفس هؤلاء اللاعبين، أم أننا في غنى عن إعادة نفس السيناريو؟
صناعة المستقبل بدلًا من إعادة نفس المشهد
يا أصحاب القرار، إذا كان التمثيل الخارجي ضروريًّا، فيجب أن نخطط للمستقبل!
علينا بناء جيل جديد من اللاعبين مواليد 2008 – 2009 ، وإعدادهم عبر منافسات داخلية قوية، والاستفادة من البروتوكولات الرياضية لتطوير هذه الفئة الشابة.
أما الاعتماد على اللاعبين الذين تجاوزت أعمارهم 35 عامًا ، فهو أمر غير مجدٍ. صحيح أن نجومًا مثل كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش تألقوا رغم تقدمهم في العمر، لكنهم من طينة مختلفة. اللاعب السوداني يحتاج إلى نهج تطويري مختلف يتناسب مع إمكانياته.
دروس من تجارب الآخرين
الجميع مطالب اليوم بدراسة تجارب الدول الأخرى ومعرفة كيف وصلت إلى مستويات متقدمة، بدلًا من الاعتماد فقط على المراحل السنية والأكاديميات التي لا يتم تطويرها بالشكل المطلوب.
إن استمررنا في هذا النهج التقليدي، سنظل في نفس الدائرة بينما الدول من حولنا تتقدم وتحقق النجاحات.
إن كان حديثي حادًّا بعض الشيء، فذلك لأنني أرفض أن أكون من المطبلين أو المنتفعين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.
وكل عام وأنتم بخير… منصورون بإذن الله، جيش واحد وشعب واحد!
مدرب رياضي سوداني (*)