
أسهم تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بولاية شمال دارفور، إلى جانب حصار مدينة الفاشر وتزايد معدلات الانتهاكات في تفاقم مأساة ومعاناة النازحين واللاجئين في منطقة طويلة ومخيمي زمزم وأبو شوك.
ويتعرض الفارون من جحيم الاشتباكات لسلسلة من الانتهاكات والعنف وإطلاق النار في الطرقات أثناء رحلات النزوح، وضاعف من الصدمة تزايد حالات الاعتداء والعنف الجسدي القائم النوع الاجتماعي، بينما يفتقر من يصل منهم إلى الإيواء، وكذلك انعدام الغذاء والماء وتفشي المرض والجوع.
انتهاكات وجرائم
إلى ذلك قالت منسقية النازحين واللاجئين بدارفور إنها “رصدت انتهاكات ارتكبت في حق النازحين في طريق الفاشر- طويلة، منها” 350″ حالة اغتصاب وإطلاق نار على مدنيين خلال أسبوع واحد”.
وأشارت إلى أن “المصابين بالرصاص أسعفوا إلى مستشفى “أطباء بلا حدود” في منطقة طويلة”.
في حين طالبت منصة “نساء دارفور” المجتمع الدولي بتقديم العون الإنساني العاجل لمواطني الفاشر ومعسكرات زمزم وأبو شوك والقرى التي طاولها الاعتداء، وتوفير أسباب الحياة من الماء والغذاء والدواء وحاجات النساء والأطفال باستخدام الإسقاط الجوي عبر طيران الأمم المتحدة، ضماناً لحياة المدنيين.
ونادى بيان المنصة بضرورة الإيواء العاجل لضحايا العنف الجنسي من النساء والفتيات والطفلات والأمهات، مع تقديم العون الطبي والدعم النفسي لهن، إلى جانب ذوي الحاجات الخاصة والأطفال الذين تشردوا بسبب الحرب، ورصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة كافة بغرض معاقبة مرتكبيها وفق القانون الدولي الإنساني.
جوع ومرض
آدم الجيلي الذي يقيم في معسكر منطقة طويلة قال لمنصة (مشاوير)، إن “النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية، إلى جانب كل صور الانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلاً عن تسجيل إصابات بسوء التغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل، إلى جانب معاناة المرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة في ظل عدم تلقيهم الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن “الآلاف في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء والإمدادات الطبية بصورة عاجلة خصوصاً بعد وفاة العشرات عطشاً وجوعاً في الطريق بين زمزم وطويلة، إضافة إلى دخول آخرين في حالات من الإعياء التام استدعت نقلهم فوراً إلى مستشفى” أطباء بلا حدود” الفرنسي لتلقي الإسعافات والعلاج”.
ولفت الجيلي إلى أن “المساعدات الموجودة حالياً، هي التي تقدم بواسطة المنظمات الدولية والوطنية وغرف الطوارئ، إلى جانب السلطات المحلية، لكن وعلى رغم الجهود الكبيرة، فإن الحاجات المتزايدة تشكل ضغطاً كبيراً على المنظمات بحيث لم تعد القدرات المتاحة تكفي لمواكبة المتطلبات.
مناشدة عاجلة
من جانبها، أشارت نفيسة حامد، التي فرت مع أطفالها من مخيم أبو شوك هرباً من الموت، في حديثها لمنصة (مشاوير) إلى أنها “عانت هي وأسرتها جراء العطش طوال أيام الرحلة التي استغرقت ثلاثة أيام كاملة سيراً على الأقدام، ووصلت أخيراً إلى منطقة طويلة.
وأضافت : في الطريق تعرضت لنهب ممتلكاتي البسيطة بالكامل ولم أعد أملك شيئاً، وصغاري في حاجة ماسة إلى الطعام والأغطية والدواء، لا سيما في ظل الظروف الحالية.
ولفتت إلى أن “البيئة والأوضاع المأسوية التي يعيشها النازحون تجعلهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة، كما يتطلب الوضع استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية.