
لو أنت كاتب دراما في مسلسل يناقش التأريخ ، (فرق كبير بين مسلسل تأريخي ومسلسل يناقش التأريخ)، (محمد رسول الله) مسلسل تأريخي لكن (ليالي الحلمية) مسلسل يناقش التأريخ، وكان لك رأي سلبي أو آراء سلبية نحو فكرة ما، هل تستطيع هزيمة مستويات ذلك مع مستويات الغضب على تلك الفكرة وأنت تكتب السيناريو والحوارات، هل تستطيع..!!.
ظني ، يصعب ذلك،أحيانا، لنأخذ أمثلة على ذلك:-
في الجزء الخامس من (ليالي الحلمية) وكان يناقش زمن ما بعد نصر اكتوبر ١٩٧٣م وعصر الانفتاح في زمن الرئيس السادات.
صحيح السلبيات كثيرة ومتعددة خاصة في مجال الإنفتاح الإقتصادي، صحيح دخلت رأسمالية من أبواب خلفية ومظلمة ولها تأثيرات قاتلة على المجتمع المصري والبلد كلها.
لكن الكاتب ولأنه كان يحمل غضبا عظيما على السادات وعصره ومنهجه ذلك، لم يضع إشارة صغيرة تحقق بعض إنصاف وموضوعية في أن هنالك رأسمالية مصرية وطنية حقيقية كان لها دوراً عظيماً في كل البلد وقامت بفعل إيجابي على كل الاتجاهات.
المسلسل لم يضع ميزان للمقارنة بينهما ، بل كانت كل إشاراته تعرية الرأسمالية القادمة في الظلام وكأنها هي التي تعمل في كل الوطن فقط..!!.
تناسى الكاتب موضوعية الكتابة وفي عقله تجربة مثل تجربة (بسة)، بكل فساده التجاري وعمله في كل المحظورات والانتهازية التي كان فيها والسرقة التي يمارسها مع شريكه العمدة سليمان غانم وقد كان (صبي مهنة) قبل الخروج إلى دنيا التجارة بالفساد في الظلام.
كانت تعرية كاملة لعهد الانفتاح في عصر الرئيس السادات ، لكن الراحل أسامة أنور عكاشة لم ينصف الصادقين من الرأسمالية الوطنية التي كانت أيضاً تعمل عملها بالشكل الصحيح والقانوني والوطني.
والأمثلة كثيرة ، لكن الغضب العظيم عند الكاتب نحو فكرة ما يجعل القلم يمارس الكتابة العمياء التي لا تبحث عن نماذج معادلة لفساد ما لتكون هي إشارات صدق واستقامة جديرة بالكتابة عنها.
قليلا من كل الأقلام تهزم عاطفة فيها ، أو رؤية أو غضب عظيم وحقيقي نحو فكرة ما ، ولكن الذكاء في شخصية الكاتب يمكن أن يهزم ذلك بعد المراجعة الموضوعية للنص، بالضرورة ذلك لأنها هي قلم التصحيح الذكي والمهني والمراجعة الموضوعية هي صناعة شخصية داخل الكاتب تقرأ النص من هذه الزاوية لتتحقق قراءة مختلفة وعادلة..!!.
وهل الكتابة إلا ترسيخ عدالة كاملة..
أو هكذا هي.