
إلغاء أو تأجيل اجتماع الرباعية الذي كان يُفترض أن يُعقد هو أمر غير مريح من زاوية أن أي مجهود يمكن أن يوقف الحرب في السودان ويسمح بإيصال المساعدات الإنسانية هو محل ترحيب لكل من في داخله ذرة محبة للوطن أو في نفسه رحمة تجاه السودانيين الذين ذاقوا مرارة هذه الحرب وما خلفته بداخلهم من بؤس شديد.
أدعياء الحرب وتجارها، منقطعي الوطنية، هم من يريدون لهذه الحرب أن تستمر، وما ضرّهم في ذلك أن يأكل البعض “الأمباز” في شمال دارفور أو تسحق المجاعة الأطفال في جبال النوبة.
لديهم معارك إسفيرية يودون خوضها، ولدى بعضهم فوائد اقتصادية لا يزالون يحلمون بالمزيد منها. بئس الطالب والمطلوب.
أما جهود السودانيين الحادبين على بلدهم صدقًا لا ادعاء، فيجب أن تستمر في سبيل تحقيق السلام وتوحيد إرادة السودانيين من أجل وطن موحد وديمقراطي. فمجهودات الخارج، على أهيتها لن تغني عن إرادة السودانيين ورؤيتهم لمستقبل وطنهم.
كل من يفرح باستمرار الحرب وهو آمن وأسرته، فهو مجرم حرب. نسأل الله أن يعصم الناس والبلاد من شره.
ومهما علا خطاب الكراهية والتدمير، فهو إلى زوال، وسيبقى ما ينفع الناس: سلام وعدالة وحرية.