
اعترف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بأن أسوأ خطأ ارتكبه خلال فترة رئاسته كان الفشل في وضع خطة لما بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عقب تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا عام 2011.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز بُثّت يوم الأحد، قال أوباما: “ربما كان ذلك بسبب عدم التخطيط لليوم التالي بعد ما أعتقد أنه كان القرار الصائب بالتدخل في ليبيا.”

تدخّل بلا مآلات واضحة
قاد حلف الناتو، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حملة عسكرية استهدفت نظام القذافي تحت ذريعة “حماية المدنيين” من القمع خلال أحداث ثورة فبراير 2011. وأسفرت العمليات عن سقوط النظام ومقتل القذافي في أكتوبر من نفس العام، دون أن تُتبَع بخطة دولية واضحة لإعادة بناء الدولة الليبية أو دعم مؤسساتها.
ويرى مراقبون أن اعتراف أوباما يُعَدُّ مؤشرًا على فشل المقاربة الغربية في إدارة مرحلة ما بعد التغيير السياسي العنيف، حيث تحوّلت ليبيا منذ ذلك الحين إلى ساحة للفوضى والانقسامات المسلحة والتدخلات الخارجية.

ليبيا بعد عقد من السقوط
رغم مرور أكثر من 13 عامًا على سقوط النظام السابق، لا تزال ليبيا تعيش حالة من اللا استقرار السياسي والأمني، بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، وانتشار واسع للميليشيات، وسط محاولات دولية متعثرة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
تصريحات أوباما، وإن جاءت بعد سنوات من مغادرته البيت الأبيض، تعيد تسليط الضوء على التداعيات المعقدة للتدخلات العسكرية الخارجية حين تغيب رؤية اليوم التالي، وهو الدرس الذي ما زالت المنطقة تدفع ثمنه حتى اليوم.