
لم يكن القدر رحيما بنا عندما منحنا فرصة التقدم في نهائيات الأمم الأفريقية للاعبين المحليين المقامة هذه الأيام بكينيا واوغندا وتنزانيا.. لقد ساعدنا الحظ على أن نضحك على أنفسنا.. ونسترسل في أحلامنا.. ونطلق العشم.. ونضع كل الآمال على لاعبينا أصحاب المستوى المتراجع والضعيف..!!
حتى في مباراة أمس بالدور نصف النهائي.. فقد واصل الحظ لعبته معنا.. خاصة عندما تعرض أحد لاعبي منتخب مدغشقر للطرد قبل نهاية الزمن الرسمي للمواجهة بعشر دقائق.. فما كان إلا وأن تمددت أحلامنا.. وإتسعت آمالنا. وظننا بالوهم أن النهائي ينادينا بصوت مسموع (سودان.. تعال يا سودان)..!!
أن ما توقعناه في كل المباريات الأربع السابقة بالدوري الأول وربع النهائي من سقوط وانهيار تبدد تماما عن عقولنا أثناء مواجهة أمس أمام مدغشقر.. والتي كنا خلالها على ثقة طوال زمنها ودقائقها أن الكرة ستبتسم لنا في أي لحظة.. وتمنحنا هدف الفوز لنعلن العبور للنهائي..!!
أكمل منتخب مدغشقر اللقاء (عشر دقائق في الوقت الرسمي) وأكثر من نصف ساعة في الشوطين الإضافيين وهو ناقص.. ولعب فقط بعشرة لاعبين.. في حين أن منتخبنا لعب مكتملا وفرض سيطرته على الملعب طولا وعرضا وتسابق أفراده على أهدار الفرص السهلة أمام المرمى وبطريقة غريبة جدا جدا..!!
المؤسف أن الشئ الذي انتظرناه أن يحدث في المباريات الأربع الماضية. ولم يحدث.. قد كان القدر يمنعه عنا بل وادخره لنا ليظهر بالأمس في شكل عقوبة اعتقد أننا تستحقها ونستاهلها.. أي نعم نستحقها ونستاهلها لأن لاعبنا لا يزال في طور التكوين.. ولم ولن يصل قريبا للمستوى الذي يوهله لاحراز البطولات واعتلاء منصات التتويج..!!
تجرع منتخبنا الهزيمة بهدف قاتل حاد في الوقت الذي يفترض أن يتعامل فيه الجميع بمل التركيز.. وأمام عشرة لاعبين.. تصوروا.. لتثبت تلك المقابلة أن أفراد منتخبنا لا يفقهون أي شئ عن المطلوبات الأساسية والضرورية التي يجب توافر في الأبطال.. حتى ولو كان ذلك في بطولة مختصرة خصصها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) للاعبين الذين ينشطون في الدوريات المحلية…!!
لقد بلغت بي الصدمة قمتها.. ولم أتمكن من الشروع في كتابة هذه الزاوية إلا بعد مرور وقت طويل عقب نهاية المواجهة التي استحقت لقب المأساة أو الكارثة.. حزنت كثيرا وبكيت.. وسرحت مع نفسي أفكر في أولئك الغلابي الذين طحنتهم الحرب.. ولم يجدوا في المنتخب ونتائجه إلا الملجأ والمصدر الدائم الذي يصدر لهم الفرحة..!!
لقد أصابنا الاحباط بكل أشكاله.. وتمكن منا بعد ما تعشمنا وتمسكنا بالأمل.. وصرنا نحلم ببلوغ النهائي لأول مرة في تاريخنا وتاريخ هذه البطولة.. أي نعم تاسفنا على استلامنا للاحلام الوردية.. ونسينا أن شعب السودان لا ولن يجد السعادة في ظل هذه الأوضاع المتردية..!!
أننا إذا بحثنا عن شخص نحمله المسئولية فإننا لا ولن نبالغ إذا وجهنا اللوم كل اللوم للاعبين وحملناهم ما حدث من كارثة.. خاصة َأننا إذا نظرنا إليهم سنجدهم قد وصلوا إلى نجوميتهم الزائفة هذه بفضل الإعلام المنافق.. والذي ظل يطبل ويمدح ويعلي من شأن لاعبينا على الرغم من أن الحقيقة غير ما ظلوا يكتبون عنهم.. لأنهم يبالغون في المدح وعبارات الإطراء والتلميع..!!
الحقيقة المجردة أن الحظ وحده هو الذي ساندنا.. وتحديدا منذ المباراة الأولى أمام الكنغو عند ما وقف الفار معنا. وألغى الهدف الثاني الذي جاء في الوقت القاتل.. أي نعم أنها الحقيقة المرة.. كما أن الحظ ساندنا أمام نيجيريا فسجلنا أربعة أهداف نتيجة الأخطاء دفاعهم بصورة بدائية..!!
وفي الدور ربع النهائي كان الحظ حاضرا وساعدنا وأعاننا على إقصاء المنتخب الجزائري.. الذي لو كان مكان منتخبنا بالأمس لحقق الفوز على مدغشقر وبعدد وافر من الأهداف.. ولاعلن عبوره بجدارة إلى المباراة النهائية علي حساب المنتخب المنافس الناقص لأحد لاعبيه لفترة زمنية طويلة..!!
أن الهزيمة الأخيرة أصابنا بالحسرة والندامة وفقدان الأمل.. وتسببت في اظلام الدنيا أمامنا.. وحولتها إلى اللون الأسود.. ونحن هنا لا تعيب على الجهاز الفني الذي اجتهد.. وعمل.. وبذل قصاري جهده.. لكنه اصطدم مثلنا بحقيقة تواضع مستوى اللاعب السوداني.. وضعف قدراته..!!
الآن فإن مباراة المركز الثالث أصبحت ليست مهمة بالنسبة لنا.. لأن أملنا الكبير وحلمنا الغالي قد تبدد وتلاشي وصرنا لا نملك الرغبة في متابعة أي مواجهة لصفور الجديان.. كفاية اللي حصل..!!
تخريمة أولى : نرجع الوجع التاني ونشير إلى أن إعداد المريخ يتواصل بمشاركة السماني الصاوي.. وفي غياب الجهاز الفني.. وهنالك العديد العقبات التي تتعلق ببعض اللاعبين سواء الوطنيين أو المحترفين الأجانب.. ورغم ذلك نتابع السواد الأعظم من المتفائلين وهم يصرون على إطلاق كل عبارات الفرح وينتظرون النتائج الإيجابية (الجماهير المتعصبة دي بتجيب الشجاعة دي من وين)..؟!
تخريمة ثانية : لا يزال سؤالنا الذي طرحناه قبل أيام قائما عن الجهة التي تخطط للجنة التسييرية فاقدة الشرعية.. حيث إننا لا نستبعد مشاركة الطبال في هذه القصة المتعلقة بالتخطيط للجنة اياها.. (الكلام ده ظاهر من الإفلاس الفكري)..!!
تخريمة ثالثة : ملاحظة قلناها بالأمس ونعيدها اليوم وهي أن هنالك بعض الأقلام الموالية قد احبطت بشكل مفاجئ.. وتوارت عن الأنظار جزئيا.. في حين أن هنالك أسماء أخرى بدأت في الظهور.. والله دي مجرد ملاحظة ساااي.. وما قصدي منها أي حاجة..!!
حاجة أخيرة : أعيد ونكرر ونشير إلى أن المتابعات أكدت إكمال أكثر من لاعب وعدد من المدربين لملفات الشكاوي التي سيتقدمون بها في مقبل الأيام ضد المريخ.. بس خليكم جاهزين للجكة الجاية..!!
همسة : تاني بنقول وبنعيد كلام أهلنا زماااان: (العود لو ما فيهو شق.. ما بيقول طق).. نحنا هسه تفرغنا تماما لسماع (الطقطقة)..!!
همسة خاصة : تاني بتقول.. بكرة نقعد جنب الحيطة.. ونسمع الزيطة.. ما تمشوو بعيييد خليكم قرااااب..!!