
الوضع الإنساني في السودان لا يمكن وصفه، مأساة كارثية غير مسبوقة، وبصورة خاصة في مناطق الصراع الملتهبة مثل كردفان.
يؤكد الصحافي السوداني إسماعيل محمد علي أنه خلال الحرب التي استمرت أكثر من عامين توقفت كل سبل الحياة في جميع الولايات، حتى الآمنة منها تعرضت لأخطار كثيرة مثل شح المواد الغذائية، بسبب توقف المصانع عن العمل وتلف المزروعات والأراضي الصالحة للزراعة، ما نشهده واضحاً في ولاية الجزيرة، بعد سيطرة قوات “الدعم السريع” وهذا ما يضع حياة جميع السودانيين في خطر كبير.
ويضيف “على رغم تفاقم معاناة الإنسان السوداني في كل أنحاء البلاد تبقى المعاناة الأكثر صعوبة ومأسوية هي معاناة سكان إقليمي دارفور والفاشر، وتحديداً الفاشر الذي تعرض لحصار امتد أكثر من 50 يوماً”.
أيضاً فإن أكثر من 177 ألفاً من سكانه الذين بقوا فيه حتى سقوطه عاشوا مأساة صعبة للغاية. اضطر بعضهم إلى تناول علف الحيوانات، فيما تناول آخرون جلود الأبقار. قوات “الدعم السريع” قصفت الفاشر بصورة عشوائية، فدمرت المناطق السكنية والمحال التجارية، كذلك استهدفت مصادر مياه الشرب وعرضت السكان لأمراض خطرة، لا سيما بين الحوامل والأطفال وكبار السن.
أما أولئك الذين حاولوا الفرار بعيداً فتعرض كثير منهم إما للاعتقال أو للقتل، في حين تعرضت النساء للاغتصاب والعنف الجنسي.
ولعل أسوأ ما في حرب السودان أن الطرفين استخدما الجوع كسلاح، بصورة خاصة قوات “الدعم السريع” التي مارست كل أنواع التعذيب والانتهاكات التي شاهدناها في مقاطع الفيديو التي صورها عناصرها في الفاشر، وهي مشاهد صدمت المجتمع السوداني بقسوتها.
واليوم، بعد سقوط الفاشر، الوضع مأسوي جداً، وأيضاً في إقليم كردفان الذي تشهد مناطقه معارك كثيرة عنيفة.



