أفاد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان أتيني ويك أتيني، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، أن الرئيس سلفا كير توصل إلى اتفاق – بعد الاتصال بقائدَي طرفي النزاع في السودان – قضى بدخول قوات جنوب السودان إلى حقل هجليج، لتَوَلِّي مسؤولية تأمين المنشآت النفطية وضمان استمرار تدفُّق النفط عبر خط الأنابيب.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق من القوات المسلحة أو قوات الدعم السريع، ما يشي بتأكيد غير معلن على حدوث الاتفاق الثلاثي، الذي سبقه تفاوض غير مباشر بين أطرافه، وفقاً لتصريحات المتحدث باسم حكومة جنوب السودان.
المؤسف أن مبدأ التفاوض الذي قضى بدخول قوات “أجنبية” إلى منطقة هجليج – من أجل العائد الاقتصادي – يُواجَه بالرفض والتعنت عندما يكون مقصده خلاص الوطن وشعبه من الحرب وويلاتها عبر المسار السياسي السلمي!
إن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تُحتِّم استدعاء ذات الإرادة التي أفضت لاتفاق حماية منشآت النفط – نعتقد أنه اتفاق إيجابي وموفق – وتوجيهها إلى ما هو أوْلى وأسمى: اتفاق هدنة لحماية حقّ الإنسان المقدّس في الحياة وصون كرامته من الانتهاكات وتمكينُ إغاثته بما يحتاجه من الغذاء والدواء وسائر مقومات البقاء.
النفط الذي يتدفق في خط الأنابيب ليس أغلى من الدماء التي تتدفق في شرايين البشر.