تقارير

“أطباء بلا حدود” تحذر من فظائع “ذات طابع عرقي” في دارفور

مشاوير - وكالات 

حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” الإنسانية من وقوع “فظائع جماعية” و”أعمال عنف ذات طابع عرقي” في دارفور بالسودان مع احتدام المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في الإقليم الذي تمزقه الحرب.

ومنذ خسارتها السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس الماضي تسعى قوات “الدعم السريع” إلى ترسيخ نفوذها في دارفور، الإقليم الشاسع حيث اتهمت ميليشيات “الجنجويد” التي تحولت لاحقاً مع قوات أخرى إلى قوات “الدعم السريع”، بارتكاب إبادة جماعية قبل عقدين.

 

فظائع وإبادة 

وخلال الحرب الدائرة منذ أبريل عام 2023 اتهمت قوات “الدعم السريع” والجيش بارتكاب فظائع، وادعت الولايات المتحدة على “الدعم السريع” “بارتكاب إبادة جماعية” في دارفور، غرب السودان.

وأصدرت منظمة “أطباء بلا حدود” تقريراً يستند إلى عشرات المقابلات التي أجريت بين مايو عام 2024 ومايو الماضي، مثيرة مخاوف من عنف ممنهج ضد الجماعات العرقية غير العربية.

وقال مسؤول الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريت إن “الأمر لا يقتصر على حصار الناس وسط قتال عنيف عشوائي، بل يستهدفون أيضاً بصورة متكررة من جانب قوات ’الدعم السريع‘ وحلفائها، ولا سيما على أساس عرقي”.

 

حرمان السكان 

وكثفت قوات “الدعم السريع” هجماتها على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها منذ مايو 2024، سعياً إلى طرد الجيش من معقله الأخير في المنطقة.

وأشارت المنظمة الإنسانية إلى “تهديدات بشن هجوم شامل” على الفاشر التي يقطنها مئات آلاف الأشخاص وسط انقطاع إمدادات الغذاء والماء إلى حد كبير وحرمان من الرعاية الطبية.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار عن طريق التفاوض للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدينة المحاصرة.

 

عنف ومخاوف 

وأفاد تقرير منظمة “أطباء بلا حدود” الذي استند إلى “80” مقابلة مع نازحين ومرضى عن “أنماط ممنهجة من العنف” تشمل “النهب والقتل الجماعي والعنف الجنسي والاختطاف والتجويع” وهجمات على مدنيين ومرافق صحية.

وذكر شهود عيان أن عناصر قوات “الدعم السريع” تحدثوا عن خطط “لتطهير الفاشر” من مجتمعاتها غير العربية، خصوصاً قبيلة الزغاوة مما أثار مخاوف من وقوع مذبحة مماثلة لتلك التي حدثت عام 2023 ضد قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور.

وقالت مستشارة الشؤون الإنسانية في “أطباء بلا حدود” ماتيلد سيمون خلال بيان “نخشى تكرار مثل هذا السيناريو في الفاشر”.

واضطرت المنظمة الإنسانية الطبية إلى وقف عملياتها في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين القريب الذي يعاني سكانه الجوع منذ مطلع العام بسبب الهجمات المتكررة.

وأودت الحرب في أنحاء السودان بعشرات آلاف الأشخاص وشردت 13 مليوناً داخل البلاد وخارجها، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون شخص من سكان ولاية شمال دارفور وحدها على حافة المجاعة، فيما أعلنت المجاعة في عدد من مخيمات النزوح.

ومع دخول النزاع عامه الثالث، يسيطر الجيش على وسط السودان وشرقه وشماله، فيما تستحوذ قوات “الدعم السريع” على القسم الأكبر من دارفور وأجزاء من الجنوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى