
يرن جرس الهاتف في حنين وتوسل منتصف الظهيرة، يتجاهله من بالمنزل فالكل يعتقد ان النمرة غلط تاتي نورا علي غير عادتها ومواعيدها من الخارج مهرولة نحو الهاتف يدفعها نحوه احساس غريب لم تعهده من قبل -ترفع السماعة ناظرة الي ساعة يدها في نفس الوقت وهي تقول الو- الو …
ياتيها الصوت الذي لاتنساه من بعيد – الو انا مصطفي تصمت نورة لي ثوان كان كافية ليتملكها احساسان متضادان احساس بالغبطة والسرور لسماع صوته الحنون واحساس بالحزن والاسي للفراق القاسي ثم تصرخ نورة مرتجفة في حرارة .. الو
مصطفي سلامات ،،،،،
يرد مصطفي :
عشرات حبابك … سلامات
يسلم شبابك … سلامات
شايل سحابك … سلامات
القبلي شابك … سلامات
– احست نورة ن قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها وقدميها لاتستطيعان حملها ، اما دموعها فقد سالت علي خدها الوردي
حينها دون ان تشعر بذلك .. تمالكت نفسها قليلاً ثم همست له بهدوء .. مشتاقين .
رد عليها ابو سامر :
قولي للنيل ضفة ضفة
والعشيات لما تصفي
والنسيمات البتاخد
من عفاف ريدتنا عفة
انو شوقي يفيض بحر
شوقي شوق انسان مضيع
ضيعوا الليل والسفر
لاينابيع ريدي جفت
لا ولا اشواقي خفت
كل يوم في الغربة زايدة
وبيها كل الدنيا زايدة
– تنهدت نورة قليلاً واكتشفت ان دموعها قد سالت علي صدرها وان ا احد ممن بالمنزل انتبه لشيء احتارت في حيرتها وحالها وضاع منها كل الحديث اخيراً وجدت ماتقوله فقالت (رسلت ليك رسالة
نشاء الله تكون جاتك) :
رد عليها مصطفي :
الرسالة الحلوة ريدك ما بريدك
الخطاب النمقت كلماتو ايدك
قبل ساعات قبل مدة جاني مرسال المودة
وياما شلت وقلبي ادي
واحتفلت وعمري عدي
– تصبب العرق من وجهها مختلطاً مع دموعها فاخذ لوناً اقرب الي وجه عروس سودانية خرجت لتوها من (حفرة دخان) استسلمت نورة لارتباكها ثم قالت لمصطفي امك بتسال عليك .
يرد عليها مصطفي :
هردتي لهاتي بالغنوات
وقت يبرد حشاك يمي
من التعب البلا صالح
تفيقي تروقي .. تنجمي
تسوي مكانسك المطرة
تضوي البيت .. وتنحمي
تمرقي صبوحة للجيران
قدح فوق ايد وفوق ايد المي
– تنتهزها نورة فرصة وكانها وجدت ماتقوله فتخرج من بين شفتيها يعني ماتسال علي ابوك .
يرد عليها ابو سيد احمد :
ابعت لك شال الحب مرسال
تايهين في بحرو مراكبية
وبكتب علي صدر الموج امال
اطفال عمال ومزارعية
كيف حال يا ابوي كيف حال يا خال
بتمسي بيوتنا الكاكية
حزنانة بتبكي مال الحال
والزمن السابكم ايديا
– هدات نورة وترتبت قليلاً فحاولت ان تطمئن علي خصوصيتها لديه فقالت له ( يعني ما نسيتنا
ولقيت غيرنا يا مصطفي ).
رد عليها مصطفي :
وبقيت اعاين في الوجوه
واسال عليك وسط الزحام قبال اتوه
امكن الاقي البيشبهك
ما الليل براح والشوق تعالي بيندهك
– عاد اليها الارتباك ثانية فقالت له انا اسفة يا مصطفي عارفة انك ما بتنسانا لكن الحاجة العاجباك
فيني لي هسي شنو ؟؟
رد عليها مصطفي :
حاجة في شرف المداين
في غرف كل السفاين
جوة في عمق المناجم – والعيون
حاجة زي ما تكون محلق في العواصف
وفجاة تهبط في السكون
حاجة زي نقر الاصابع لما ترتاح للموسيقي
حاجة زي اخبار تناغم من جريدة
حاجة زي وتر الموانيء لما يصدح لي سفينة
– ارتعشت نورة ارتعاشة خفيفة كانت لحظتها يدها اليسري تمسك بالسماعة ودون ان تشعر حولت السماعة
بنفس اليد اليسري الي اذنها اليمني فاصبحت مث المثل الذي يقول اضانك بي وين . وقالت يا مصطفي طيب ممكن
تشدو لي شوية .
رد عليها مصطفي :
واشدو حين تاتيني
فتاة نغمة العصفور-انفاس الرياحين
بكفيها- ولي في عمق هدبيها
حكايات واشعار
ولي في شعرها المعطار اسفار
اذا سالت علي وديانها الخضراء امطار
– خنقتها العبرة فجعلتها تخطيء القول صارخة لم تدر انها خرجت همساً اطربتني اطربني اكثر.
رد عليها ابو سيد احمد :
بعض الغناء صرخة لاتطرب
فاذا استفزكموا غنائي فاغضبوا
تعالي نشوف
غنيواتنا البقت في الدنيا ما بتشوف
تعالي نشوف
حروف البكا الجواها مافي حروف
تعالي نشوف .. تعالي نطوف
علي المدن البقت اشباح
علي الجوع القعد مرتاح
علي الكلمة البقت في الجوف
تفتش سكة الافراح
– احست نورة بالذنب لتعليقها وسؤالها واحست ذلك ف ينبرات صوته فقالت له في حنين
صوتك محروق يا مصطفي شن الحارق حشاك ؟؟
رد عيها مصطفي:
اخيرلك اقول البحرق حشايا؟
اخيرلك افضفض جراب الخبايا
اقول الكلام البفكفك صغارك
يوقف جدادك ويرفع عطايا
تضيع الرومز التغني الكلام
اقول السكاكر رمتني وابتني وكفانا
اقول اعساكر تباري الكباري
تفتش قلوب الجهال الشلوخهم هوية
واغني الزيوت والكنانة كضب
– سرحت نورة مؤنبة ضميرها فقد جددت فيه كل الاحزان فحاولت ان تطبطب عليه بالكلمات فلم تجد غير التجمل
فقالت له ماتقلق علينا الحال ماشي .
رد عليها مصطفي :
وتلك الخطوة ابتعدت عن الصحو المكمل للحقيقة
اغلقت بالخبث ابواب الوضوح
زيفت صوت المغني
قهرت لغة النشيد
وضيعت حلم الصبايا في طوابير الرغيف
غيبت معني الطفولة
انهكت حزن الشيوخ
وهمشت تلك القضايا
باحتمالك للتواصل
والمرابون استباحوا هذه الارض الحلوب
– واصلت دموع نورة في الانسكاب من عينيها بغزارة فحاولت ان تخفف عليه فقالت له
يا مصطفي اتخاف علينا لا مننا .
رد عليها ابو سامر :
خوفي منك …
لما تبقي الضفة منفي والمتاريس هي الوطن
والجواز يبقي الاقامة
والحبيب الابتسامة
والزغاريد الشجن
دة الانين الفي حنينك صحي جواي الكتابة
وشهوة تحلم برنينك واكتشاف نص الاجابة
لاعساكر لا بنادق
لاخوازيق لا مشانق
لا زناديق لا بنادق
خوفي منك …..
– حاولت نورة ان تغير مجري حديث الحزن ولكنها لم تدر انها تقع في فخ اكبر فسالته في اسي :
انتو جايين متين يا مصطفي
رد عليها مصطفي :
جيل الشمس موكب حريق
واقف علي باب الدخول
بيناتو بينات الوصول
لحظة شهيق
– تململت نورة ودارت نصف دائرة ..حاولت ان تعبر عن طول انتظارها فقالت له في تردد
يا مصطفي انتا بتطمن فيني ساكت انتو ما جايين .
رد عليها ابو سيد احمد :
لكنهم ياتون
مهما هم تاخروا لكنهم ياتون
من درب رام الله او من جبل الزيتون
ياتون مثل المن والسلوي من السماء
ومن دمي الاطفال من اساور النساء
يسكنون الصخر والاشجار والاشياء
من حزننا الكبير ينبتون
ومن شوق الصخر يولدون
باقة انبياء ليست لهم هوية
ليست لهم اسماء
لكنهم ياتون مهما هم تاخروا لكنهم ياتون
– شردت نورة بخيالها قليلاً تفكر في وعورة طريق العودة وكثرة متاريسه فقالت له مشفقة
لكن يا مصطفي الجية كيف ما صعبة ؟
رد عليها مصطفي :
وانا راكب يا مراكب
لا الرياح توقف خطايا
لا الجبال تحجب رؤايا
ست شمس الكون مسافر لمنايا
ليك مسافر- من كتير الزاد مسافر لغنايا
نوصل الشمس البعيدة نبقي عيدا
نزرع الحب البيوقد للنهاية للنهاية
– واصلت نورة شرودها في نفس الاحساس فقالت ليه لكن يامصطفي ….
فقاطعها مصطفي قائلاً :
فعلي هذه السفوح المطمئنة
نحن قاتلنا سنيناً واقتتلنا
نحن سجلنا التالف
في انفعالات الاجنة
واحتوانا البحر والمد اليقاوم والشراع
ياهذه البنت التي تمتد في دنياي سهلا وربوعاً وبقاع
مالذي قد صب فى عينيك شيئاً
من تراجيديا الصراع حينها اخذت نورة نفساً عميقاً وامتلات طمانينة وكستها البسالة فارتاحت لخاطرة جديدة فقالت له :
ما قادرة اتخيل كيف حتكون مواعيد لقانا ؟؟
رد عليها مصطفي :
تكون حانت مواعيدك
يكون زمن المطر والجو شرق
ضوه البلد عيدك
وطابت نسمتو العرجة
نكون يا طية تمينا
وبدينا ولفنا غنينا
الغني الراجه
بدت كاس المودة تدور
عشق من حلفا لي راجا
– تقول ليه نورة خلاص يا مصطفي لحد ما نتلاقي بس ما تنسي ملامحنا
يرد عليها مصطفي :
ياما شايلك بيني حايم
لا الليالي المخملية
لا العمارات السوامق
لا الاسامي الاجنبية
بتمحي من عيني ملامحك
… تواصل نورة نشوتها وحديثها الشيق فتقول ليه .. الو .. الو ….
ثم يزداد تساقط الدموع من عينينها بعد ان كانت قد حفرت مكاناً لها في وجنتيها فقد انقطعت المكالمة دون ان تعرف لها اسباباً وقبل ان تودعه..