عودة المجد.. سيد الأتيام يحجز مقعده في عرش إفريقيا بجوار سيد البلد
مشاوير - تقرير: التوم شول فاجانق

في وقتٍ كانت فيه الجماهير السودانية تترقّب نهاية دوري النخبة الذي نظمه الاتحاد السوداني لكرة القدم لتحديد ممثلي البلاد في البطولات الإفريقية، جاءت البشرى مزدوجة: الهلال السوداني يتوّج باللقب كعادته، ويؤكد سطوته كـ”سيد البلد”، وفي ذات المشهد – بكل ما فيه من عزة وفخر – يطل نادي الأهلي مدني المعروف بجماهيره العريضة بلقب سيد الأتيام، ليحجز مقعده في واحدة من أرفع بطولات القارة: دوري أبطال إفريقيا.
إنها لحظة للتاريخ، لا تقل عن التتويج نفسه. لأن ما حققه سيد الأتيام ليس مجرد تأهل، بل هو عودة للهوية الكروية التي ظلّت نائمة على رفوف الذكريات، لتُبعث اليوم من جديد، أقوى وأجمل وأشجع.
تاريخ لا يصدأ.. وعودة تليق بالكبار
الأهلي مدني ليس ناديا عابرا في ذاكرة الكرة السودانية، بل هو أحد أعمدتها العريقة، بلونه الأسود والأبيض ، وأهازيجه الشهيرة، وجماهيره التي لا تعرف التراجع، ظل لسنوات طويلة رمزًا للكفاح والمقاومة الكروية، وخاصة في ولاية الجزيرة، الولاية التي كانت وما تزال تنجب المبدعين في كل مجال.
ولعل أجمل ما في هذا الإنجاز، هو أنه لم يأتِ من فراغ، بل ثمرة عمل متكامل، قادته إدارة واعية، وجهاز فني طموح، ولاعبون مقاتلون، وجماهير صابرة ومخلصة آمنت بالنادي رغم الظروف والتحديات.
الهلال والأهلي.. توأم الحلم السوداني
أن يمثل السودان هذا الموسم الهلال سيد البلد، بجانبه الأهلي مدني سيد الأتيام، هو مشهد يلخص تنوع وجمال الكرة السودانية. الهلال بما يملكه من الخبرة ، والأهلي مدني بما يملكه من قلب كبير وإرادة لا تلين، يسيران سويًا نحو رفع علم السودان في المحافل الإفريقية.
هي لحظة لا تعني فقط فرحة أهل مدني، بل تعني فرحة كل سوداني يعشق اللعبة، ويحلم بأن يرى أندية بلاده وهي تصعد منصات التتويج في إفريقيا.
تحية خاصة للجماهير الوفية
لا يمكن أن يُكتب هذا الإنجاز دون توجيه التحية لجماهير سيد الأتيام. أولئك الذين ظلوا يتوافدون إلى الملاعب، يهتفون بلا كلل، يرفعون الشعارات، ويغنون للأمل حتى في عزّ الانكسارات. لقد كنتم الوقود الحقيقي لهذه العودة المدهشة، ومن حقكم أن تفخروا اليوم بما صنعتموه مع ناديكم.
المشاركة في دوري أبطال إفريقيا ليست النهاية، بل بداية مشوار طويل يتطلب المزيد من التحضير، والدعم، والعمل الجماعي، لكن هذه البداية العظيمة وحدها تقول: فألف مبروك لـ الهلال السوداني على التتويج المستحق بدوري النخبة، وألف ألف مبروك لـ الأهلي مدني على العودة المستحقة، وعلى هذا الإنجاز التاريخي الذي يُعد بمثابة ولادة جديدة لعملاق من عملاقة الكرة السودانية.
فلتُرفع الرايات، ولتُعزف الأناشيد..
سيد الأتيام عاد، وإفريقيا ستعرف من نحن.