
ممارسة النقد بالمعرفة والعلم هي المطلوبة دائماً، الاقناع للناس والمبدع بكون لما يكون نقدك مهني وحقيقي ومفيد وفيهو لمسة معالجة ولمسة رفع مستويات تفكيرية وتطويرية للمجتمع الفني، يعني تكون منهج وفهم وإضافة إلى الناس في المهنة وخطوة مستقبلية ناجحة بلا نقص أو ضعف في جهة ما.
كنت أكتب سلسلة نقدية عن مسلسل (أقنعة الموت) عرض في رمضان الماضي على شاشة قناة الزرقاء، جزء من الناس له إشارات تدخل إلى دائرة الفعل المرتبط بالشخصي وليس المهني وهؤلاء لن نضع لهم مساحة لأن الغاية تحقيق فائدة كبيرة ،وليس نقاش جانبي شخصي..!!
المهم ، رسائل كثيرة هي وصل بعضها إلى وضعنا في دائرة المؤامرة على كل العمل والناس هناك، وهذه معلومة لنا أيضاً.
اليوم من باب الإضافة نضع فهم كيفية تصوير المشاهد الدرامية بالعلمية والمعرفة وليس بالطريقة العاجزة والناقصة التي تجعل صورة مرئية داخل مسلسل كأنها صورة في تقرير إخباري ، سأضع المقارنة والمعرفة ومن هنا نكتشف ماذا نريد وماذا نعرف وماذا نضيف للعمل الدرامي ونقول:-
(أقنعة الموت) دراما صورة مرئية محترفة أو هكذا مفترض لأنها حكاية أزمة والحكم فيها ربط نص وصورة لتحقيق أهداف العمل.
كيف كانت الصورة المرئية وهي إشارة التكوين البصري، ولها أربعة عشان توصيل الإحساس المختلف، مثلا:-
أ/ عمل (التقسيم العمودي)
وده يفصل الكادر لنصين، ويحكي احساسين مختلفين في نفس اللحظة،ده رأس الرمح في عمل كهذا، اصلا يشتغل على فعل ورد فعل، لكن داخل المسلسل لم يكن ذلك كثيرا بالطريقة الصحيحة والكاملة والرابطة بين تناقض انفعالي حقيقي.
شغل الخطوط المتقاطعة وفيها جذب العين لنقطة مركزية،ليكون التركيز كله في نقطة محددة، لتوضيح أشياء وهنا الشغل الحقيقي توصيل الرسائل المفترض يشتغل عليها المسلسل، لكن ذلك لم يحدث أيضا.
دي حاجة اسمها (النسبة الذهبية)، وهي المرتكز الأساسي لقيادة رأي عام نحو فكرة ما ،الصورة هنا تتحرك بشكل طبيعي على الكادر، كأنها تشتغل ونسة معاك،وهنا تدخل التفاصيل الكثيرة لقصة الحرب بشكل نقطة نقطة.
طريقة حرف ( Y المقلوب)، هنا الصورة المرئية تمشي في اتجاه محدد ختامه للشخصية أو الحدث الأساسي للتفصيل والتفسيرية والتوصيفية لحدث معين.
طبعا كل أسلوب فيه تأثيرات نفسية متباينة،استخدام القواعد العلمية دي بوعي يعني أن الصورة المرئية تتحرك في عقلك وقلبك حتى نهاية المسلسل، ولا أظن أن هذا حدث أيضاً.