منوعات

من ينال جائزة «نوبل للآداب» غداً؟

ستوكهولم - طالب عبد الأمير

منذ أيام والتوقعات حول من سيفوز بـ«جائزة نوبل في الآداب» لهذا عام 2025 تتزاحم في العديد من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية وكبريات الصحف الصادرة حول العالم. وفي الوقت ذاته ينشط الصحافيون المحليون والأجانب المهتمون بـ«جوائز نوبل» في التهيئة لتغطية المؤتمر الصحافي، الذي تقيمه الأكاديمية السويدية غداً لإعلان من تختاره فائزاً بهذه الجائزة الأكبر عالمياً من حيث معنويتها وحجم منحتها التي تصل إلى 10 ملايين كرو ن سويدي، ما يعادل مليون دولار أميركي.

يبرز اسم الكندية مارغريت أتوود (Margaret Atwood) في قائمة التخمينات المطروحة لنيل الجائزة، فهي أحد أبرز الأصوات الأدبية في العصر الحديث، وهي شاعرة وروائية وناقدة أدبية، وأكثر الكاتبات الكنديات شهرة عالمية، فقد كتبت أكثر من 50 عملاً أدبياً، يشمل روايات، وقصصاً قصيرة، وقصائد شعر، ومقالات نقدية.

الكندية مارغريت أتوود

وتتميز أعمالها بالتركيز على قضايا لصيقة بالبعد الإنساني، كقضايا المرأة، البيئة، والموقف من السلطة، وغالباً ما تتخذ رواياتها الطابع الديستوبي الذي يرسم العوالم المستقبلية المتخيلة.

وتعد رواية «حكاية الجارية» (The Handmaid’s Tale) التي صدرت عام 1985، من أشهر رواياتها، وتتخيل فيها مجتمعاً شمولياً يُجرد النساء من حقوقهن ويُجبرهن على الإنجاب لصالح النخبة الحاكمة. وفيها تسرد قصة «أوفرد»، الخادمة في منزل رئيس جمهورية أسمتها «جلعاد»، وهو شخص غامض متزوج من امرأة حادّة الطّباع. في هذه الجمهورية المتخيلة تُجرد النساء من حقوقهن بالتعلم والقراءة، إذ ينظر لهن كمعامل إنجاب فحسب، لزيادة نفوس الجمهورية التي انخفضت فيها نسب الولادات.

رواية حكاية الجارية

ومن آسيا، ورد ضمن التخمينات اسم الكاتبة الصينية كان تشوي، أو تسان شيويه، التي يقارن النقاد أعمالها الأدبية بأعمال كافكا، بسبب أسلوبها التجريبي الذي يمزج بين اليوتوبيا والواقع المرير. وقد وُلدت تشوي خلال فترة مضطربة في تاريخ الصين. وعاشت عائلتها تحت وطأة ظروف قاهرة، تعرض والدها للاعتقال والتعذيب جراء مناهضته للسلطات كما تعرضت عائلتها للاضطهاد إبان الثورة الثقافية. وكل هذه التجارب انعكست بشكل كبير في رواياتها وقصصها القصيرة التي تعددت فيها أساليب الكتابة، ففيها الواقع المتخيل والتخيلات الواقعية المحتقنة بالسلبيات، وما بينهما نوع من السوريالية التي تقوم بتحويل الحدث إلى قطعة غرائبية، ولهذا السبب يقارنها بعض النقاد بكافكا في عرضه للأحداث اليومية، بأسلوب غير واقعي وقاتم، كما أن أسلوبها التجريبي المتأرجح بين اليوتوبيا والديستوبيا، الذي يحول الأحداث يحوّل الأحداث اليومية إلى منحى سوريالي.

الأميركية جامايكا كينكيد

ومن الأسماء الأخرى المطروحة الكاتبة الأميركية جامايكا كينكيد، والشاعرة الكندية آن كارسون. وقد تفاجئنا الأكاديمية السويدية، كما يحصل الأمر غالباً، باسم غير معروف كثيراً، مثل بيتر ناداس ولاسلو كراسنا هوراكي من هنغاريا. وهناك تكهنات بأن تذهب جائزة هذا العام إلى كاتب عربي، ويشار بهذا الخصوص إلى الكاتب الروائي الليبي إبراهيم الكوني الذي يعد أحد أبرز الكتّاب العرب المعاصرين، من ناحية غزارة كتاباته، وأسلوبه المتفرد، في تناوله الرموز والدلالات الصوفية. ولكونه ابن بيئة صحراوية أمازيغية فقد تأثر بثقافات هذه المنطقة التي انعكست في أعماله. وقد ولد إبراهيم الكوني في عام 1948 في مدينة غدامس الليبية، ودرس الأدب في موسكو، وعمل في الصحافة والترجمة، قبل أن يتفرغ للكتابة.

كما يجري تداول أسماء مثل مرسيا تشارتريشه من رومانيا، وهاروكي موراكامي من اليابان.

إبراهيم الكوني

جدير بالذكر أن ثمة أسماء جرى تداولها سابقاً في تكهنات الحصول على «نوبل» في الأدب، ولكنها خفتت الآن، وأعني هنا على وجه الخصوص الشاعر علي أحمد سعيد أسبر «أدونيس»، لكن هناك من يشير إلى أن الوقت حان لينالها… فهل يحصل ذلك؟ كل شيء جائز! فأدونيس يُنظر إليه بوصفه شاعراً يتمتع بقوة شعرية كبيرة وله فلسفته الشعرية الخاصة، ولكن هل ينطبق على أعماله الأدبية شرط «نوبل» في وصيته «مثالية الأدب»؟ الجواب في تفسير «لجنة نوبل» لهذا المفهوم الخاضع لدلالات مختلفة، علماً بأن اسم أدونيس تردد وبكثرة في تكهنات المتابعين لجائزة «نوبل» في الأدب كلما حان موعدها مع بداية أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، ولا يعني بالضرورة أنه مرشح لها، فلا أحد يعلم بهذا سوى لجنة الجائزة، وما عدا ذلك فالأمر لا يتجاوز التكهنات.

جائزة نوبل للأدب

وسنعرف تفاصيل الترشيح من عدمه، بعد وقت طويل طويل جداً على تداول الاسم، بالرغم من أن أدونيس حصل على جوائز عدة، من بينها جائزة «ستيغ داغرمان» السويدية في مايو (أيار) عام 2016، وهي الجائزة التي بُدأ بتوزيعها منذ ثلاثة عقود، ومنحت حتى الآن إلى عدد من الكتاب والكاتبات من السويد ومن بلدان أخرى، بينهم من حصل على جائزة «نوبل للآداب» في السنة نفسها التي حصلوا فيها على جائزة «ستيغ داغرمان» مثل النمساوية ألفريدا يلينيك عام 2004، والفرنسي جان ماري ليكليزو عام 2008. سنعرف ذلك الخميس 9 أكتوبر2025 في الساعة الواحدة بتوقيت السويد.

نقلاً عن الشرق الأوسط

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى