
ما يحدث الآن في الولايات الست التي ضربتها الكوليرا أمر يندي له الجبين. فالموت بالجملة الذي يطال الناس هناك – صغارهم، وكبارهم – هو نتاج في المقام الأول لاستمرارية الحرب التي أثرت في صحة البيئة، وأنهت وجود الخدمات العلاجية، وقصرت التغذية على أسر المسؤولين الكبار، والطبقة الثرية.
للأسف ليس لدى المسؤولين المتنعمين في بورتسودان، ودعاة الحرب، أدنى تعاطف إنساني مع هؤلاء الضحايا دع عنك مع الأسر الفقيرة التي فقدت كل شيء ثم نزحت داخلياً، وهاجرت للخارج عبر ستة منافذ للهروب من جحيم الحرب.
المهم لدى الذين يبحثون عن نصر للجيش هو إعادة ارادتهم التسلطية، والتي أعمتهم عن رؤية الكارثة الإنسانية التي لا مثيل لها في تاريخ عالمنا الحديث.